مقالات

منهج الحسين هو المنهج الصحيح في مواجهة الطغاة

محمد جمال هلال*
المتحدّثون والمروّجون، بأن الحسن بن على تنازل لمعاوية حقنًا للدماء، يزيّفون التاريخ، ويجترؤون على الأحداث،وينزلونها غير منازلها، ويطمسون باقي الوقائع ،فالحسن رضي الله عنه في أشهر الروايات قتل مسموماً، ولم يغن تنازله لمعاوية عنه،حقنا لدمه ،ولا دم آل بيته ،وأوّلهم أخوه الحسين رضي الله عنه!
ولا شك أن الحق ،كان مع عليٍ رضي الله عنه وأصحابه، وقد مضى الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنه على درب أبيه ،فرفض أن يكون الحكم وراثة وملكا في أبناء معاوية، وثار على ذلك،حتى قتل رضي الله عنه وأرضاه هو ومن معه من آل بيته، دون أن يشفع فيه نسبه وأهله لنبينا صلى الله عليه وسلم.
وكان يقول:إني على سبيل جدّي ونبيّ محمد صلى الله عليه وسلم ،ومع ذلك وصفوه بأنه من الخوارج ،وقتلوه ومثّلوا به رضي الله عنه.
إن الدعوة بترميز الاستسلام، والرضوخ للمتغلّب، دون سرد وقائع التاريخ كاملة، هو تدليس ودعوة لقبول الظلم، وطمس الشورى التى هي ركن من أركان الإسلام، قال الله تعالى (وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ)،كما أن النضال والجهاد شُرعا كذلك كركن من أركان الإسلام بنصوص القرآن والسنة ،فتخطّى ذكر -الجهاد في القرآن- ذكر الحج عشرات الأضعاف،كما ورد كركن من الأركان في الحديث ،وجعله النبي ذروة “سنام الإسلام”، وقد شرع لرفع الظلم ،وتحقيق العدل،وجعل الشورى (الانتخاب والاختيار) حق الأمة في حكم نفسها بشرع الله، والذى أساسه الحرية والعدالة ،فالأمة لا تورّث، ولا يحكمها متغلّب مستبد، بل تختار من يمثّلها أياً كان هذا الشخص.وأي منع لذلك من سلطان أو متغلّب، وجب النضال والجهاد بدرجاته ضد هذا الظالم ،كل على حسب حالته.
‏فلا تدلّسوا لنا التاريخ،ولا تورّثوا الأجيال الباطل، بدعوى حقن الدماء ،التى يستحيل أن تحقن إذا تمكّن الظالم من رقاب الأمة،ولا تورّثوا الأجيال كذباً من التاريخ ،بأن المواءمات تستوجب تعطيل الشورى ،وغياب العدل، والرضوخ لمن له القوة.
هذا ليس الدين، الذي يرضاه الله لمن خلقه خليفة لهفي الأرض،وعلينا النضال بالكلمة وقول الحق في وجه المستبدين،لو كلّفك ذلك حياتنا.
ففي الحديث (سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ، فَقَتَلَهُ).
ومن قال لك ،كن كالحسن بن علي، فقل له ولماذا لا أكون كعلي نفسه،أو كالحسين بن علي؟
لقد اخترت النضال ضد المستبدين،ولن أستسلم ما حيت إن شاء الله، سأناضل بما أملك بكلماتي ،ورفضي بالنضال السلمي،في طريق طويل لإصلاح أمتنا، ولن نقبل محتلاّ ولا غاصبا ولا مستبدا ،ولن نعطى لهم شرعية أبداً، وأمام الله سنختصمهم حيث الحكم العدل الذي لا يظلم عنده أحدا.

*إعلامي مصري

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق