مقالات

الانتخابات الفلسطينية… إعادة تدوير للأزمة وليس مخرجا منها !

ساري عّرابي*

انتخابات السلطة الفلسطينية،ليست مخرجًا لأيّ أزمة، بل هي إعادة تدوير للأزمة، وهذا على فرض وجود إمكانيّة، أو نيّة لإجرائها.إنّما المخرج، وما يعبّر عن تحوّل حقيقي،هو إعادة بناء منظمة التحرير أولاً، بانتخابات مجلس وطني،أو بتوافق وطني،من خلال الإطار القيادي المؤقت،أو أيّ إطار متفق عليه، ثم ينبثق عن المنظمة المعاد بناؤها
،دوائر ولجان لإدارة السلطة، التي تتولّى الملف الإداري،بعد نقل الملف السياسي برمّته للمنظمة. ويفترض حينئذ
أن تكون مقرّات المنظمة وأماكن ثقلها، حيث لا احتلال مباشر، في غزّة، وفي الخارج.
أيّ انتخابات سياسية عامّة في ظلّ الاحتلال، هي إعادة تموضع، تحت إكراهات الاحتلال، وهذا في أحسن الأحوال لو فرضنا أن تجربة 2006،لن تتكرّر بشكل أو بآخر، هذا فضلاً عن اعتبارات أخرى، ينبغي استحضارها عن عافية من سيناط بهم العمل في الداخل، فالمياه التي جرت أسفل الجسر كثيرة جدًّا، والإرادات والقناعات والهمم والحسابات تغيّرت كثيرًا.
التقارب واللقاء، أمر محبذ في حدّ ذاته،حتى لو كانت حسابات طرف من الأطراف،قد توظّفه للمناورة مع الخارج،وتعبئة الفراغ ،انتظارًا لتحوّلات دولية وإقليمية، والاصطفاف رفضًا للتطبيع،ومخططات التصفية أقلّ الواجب المطلوب، ومدّ الجسور، والسعي لتأسيس أرضية مشتركة مقدّر ومثمن، ومحاولة التقاط الممكن، والبناء عليه عمل سياسي مهمّ. وألاحظ أنّ حـمـا س تحاول فعل ذلك كلّه.
وفي المقابل،يقتضي الواجب تقديم تحليل سياسي صحيح، لا ينبثق من الرغبات، ولا يتوخّى إثارة إعجاب صنّاع القرار،وعلى العكس يفترض في صنّاع القرار طلب آراء أنصارهم ،وأصحاب الرأي منهم بصدق وأمانة، مهما اختلف تقدير الموقف ،وتباينات زوايا النظر.

*كاتب وباحث فلسطيني.

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق