مقالات

بينيت أشدّ يمينيّة من نتنياهو

زياد إبحيص*
تحاول دول “الاعتلال” العربي،أن تعتبر مرحلة الانسداد السابق مع الكيان الصهيوني، مرتبطة بنتنياهو كشخص، وبأن صفحة الانسداد هذه طويت، وبأن “أفق السلام” قد أعيد فتحه مع حكومة نفتالي بينيت، وما إن تولّى الأخير الحكومة الصهيونية، حتى انهال سيل تبادل الزيارات العلنية والسرية مع تلك الدول، وكأن مياه التطبيع قد عادت إلى مجاريها.
هذه المحاولة ،تحاول التقافز عن حقائق مهمة:

1- أن بينيت، أشدّ يمينية من نتنياهو، وهو منافس نتنياهو على خلافة اليمين، باعتباره البديل الأكثر تطرّفا، وإذا كان اليوم يقود تحالفاً من قوى المركز؛ فإنه يتطلّع لاستئناف حكمه، زعيماً لليمين الصهيوني الذي ينتمي إليه.

2- إذا كانت محاولة ضم غور الأردن،هي عنوان الاحتقان الإعلامي، الذي يجري الحديث عنه بين الحكومة الأردنية والكيان الصهيوني،فإن برنامج نفتالي بينيت السياسي، الذي أوصله لرئاسة الوزراء،هو ضم كل المناطق المصنفة (ج) ،بموجب اتفاق أوسلو إلى الكيان الصهيوني،وهو يؤجّل الحديث عن ذلك ،ولم يتخلّ عنه للحظة.

3- إذا كان العدوان على الأقصى،هو السبب المباشر للحرب الأخيرة، فإن بينيت هو أحد أقرب السياسيين لجماعات الهيكل، وكان حزبه السابق “البيت اليهودي” ،يشكّل ائتلافاً من هذه الجماعات معه ومع نائبته أيليت شاكيد، وهو أيضاً أول رئيس وزراء صهيوني يتحدّث عن “حق اليهود بالصلاة” في الأقصى صراحةً، وهو مرشّح لأن يلبيّ لهذه الجماعات كل طلباتها ،كونه يتبنىّ أجندتها أولاً، وقناعته بأن مستقبله السياسي ،مرهون بتأييد متطرفي اليمين ،له كبديل أفضل من نتنياهو لقيادة معسكرهم.
في تسعينيات القرن الماضي وما تلاها،كانت مغامرات محور “الاعتلال” العربي، تستغرق عقوداً أو سنوات ،حتى تصل نقطة الإفلاس العلني، لكن هذه المناورة اليوم قد لا تعيش لشهور، ولن تلبث أن تنفجر الأوضاع في فلسطين المحتلة،على خلفية عدوان يرعاه بينيت، وغالباً ما سيكون في الأقصى تحديداً ،رغم كل محاولات تأهيله كشريك، تماماً كما حصل مع اتفاق أبراهام، الذي كان أصحابه يبشّرون بتطبيع ديني،وتغيير لهوية الأقصى، فإذا بنفَسهم ينقطع بعد ثلاثة وفودٍ أمنية طُردت من الأقصى، واحداً تلو الآخر.

* كاتب وباحث فلسطيني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق