مقالات

الأزهر المغشوش وفتوى تحريم الانضمام للإخوان

قطبي العربي*

قبل يومين ،نشرت جريدة الوطن المصرية التابعة حاليا لملكية الشركة المتحدة التابعة ،بدورها للمخابرات المصرية ،نص فتوى ،أرسلت طلبها عبر البريد الإلكتروني لما يسمّى مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية ،وجاءت الفتوى الالكترونية ،متضمّنة تجريم جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات المناهضة للنظام، وتحريم الانضمام لها،وقد اجتهدت شخصيا في معرفة هذا المركز الذي لم نسمع عنه من قبل، وسألت من أثق فيه، وطالعت صفحة المركز على الفيس بوك، ولم أجد في تعريفه لنفسه،أنه يمثّل إحدى هيئات الأزهر، بل ذكر أنه مركز ديني، يصدر الفتاوي بناء على وسطية الإسلام، وعلى منهج الأزهر الشريف، شبيه بالمرشّح المستقل على مبادئ الحزب الوطني، وبالمناسبة هو غير مرصد دار الإفتاء، الذي تديره الجهات الأمنية، وما يزيد الشك،وصفهم لأنفسهم ب(العالمي) ،والأزهر لا يحتاج لهذا التزيّد لأنه عالمي بطبعه،
وقد تواصلت معهم الكترونيا لسؤالهم عن هويتهم، ومدى تبعيتهم للأزهر،فادّعوا أنهم تابعون للأزهر، وعدت لأسألهم عن توثيق لهذا النسب مع الأزهر ،خاصة أن صفحتهم خلت من ذلك، فأعادوا ادّعاءهم أنهم تابعون للأزهر ،ولم يقدّموا دليلا ،سوى أنّ مقرّهم مجاور لمقر مشيخة الأزهر ،وهو ما زاد الشك عندي ،بأننا أمام جهة تنتحل صفة الأزهر،وهي ليست بطبيعة الحال جهة عادية، وإلا لتصدّى لها الأزهر وفضحها، ولكنها جهة سيادية ، أي جهة أمنية، أقامت هذا المركز، ونسبته للأزهر، بعد أن استعصى عليها الأزهر الرسمي ،وهي واثقة أن الأزهر، لن يستطيع أن ينفي هذه الفتوى، ولا أن يؤكّدها ، لأنه في كلا الحالتين، سيتعرّض لما لا تحمد عقباه
الحقيقة ،أن كل ذلك لا يعفي الأزهر من مسئوليته، وعليه أن يوضّح حقيقة هذا المركز، الذي ينتحل اسمه ويصدر فتاوى تعاكس موقف الأزهر ،كما هو الحال مع الفتوى الخاصة بالاخوان المسلمين، الذين كان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أول من هنّأهم بافتتاح مركزهم العام، واستقبل في مكتبه مرشدهم د محمد بديع ،وتحدّث عن علاقة تعاون معهم.

*إعلامي مصري

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق