مقالات

تهافتوا تهافتوا تهافتوا…

عصام السعدي

تهافتوا أمام المندوب السامي، والصهاينة، ولطّخوا أسماءكم وتاريخكم وحناجركم وأقلامكم، واذبحوا أرواحنا -التي أحبتكم- من الوريد إلى الوريد، أيها الفنانون والأدباء والكتاب والشعراء والصحفيون…
ما نفعكم بعد اليوم، لشعوب فشلتم في الوقوف إلى جانبها، وهي تُدمى وتُسحل وتُحاصر وتُفجًّر وتُقصف وتُجوَّع، وآثرتم الاتِّكاء على أكتافٍ تحمل بنادق قتلنا ملفوفة بحرير التًّعْمِيَة، أكتافٍ تنوء بإرث قطع رؤوس آبائنا وأجدادنا، وتحلم باستعبادنا واستعباد أحفادنا…وهل يساوي ما قدّمتم، وما ستقدمون، من فنون وآداب ومقالاتٍ كرامة شعوبكم المهدورة واحتلال بلدانكم…؟
أي هراء ذلك الذي يقول: “إن الفن والأدب يهذب الأرواح والنفوس” !؟. لو كان الأدب والفن كذلك، ما رأينا كل هذا العطب في نفوسكم، والشروخ في أرواحكم، والخربشة في مواقفكم، يا من اعتبرناكم نجومنا، وأغدقنا عليكم الصفات والألقاب العالية.
تهافتوا تهافتوا تهافتوا… وعلّقوا على صدوركم، قلاداتِ تكريمٍ ممن احتلّوا بلادكم وقسّموكم إلى طوائف وجهويات وعصبيات متناحرة، واستباحوا كل قِيَمِكم ومقدّساتكم، وقيّدوكم بالغرائز الدونيّة الأنانيّة، فصرتم بلا هوية، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
تهافتوا تهافتوا تهافتوا…
تهافتوا لا بارك الله فيكم… ولا والله ما كنتم ولن تكونوا وجهنا الحضاري، ولا تستحقون ذلك… أستثني بعض القلّة القليلة منكم.
تهافتوا تهافتوا… وأظهروا وجوهكم سافرة بلا أقنعة… هذا خريفكم فتساقطوا
……..
الصورة المرفقة على سبيل المثال، والمخفي أعظم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق