مقالات

سلطة ” سرسريّة قميئون أوغاد” !

علاء اللامي*

بالفيديو،وصفهم نجّار الخليل – الشهيد نزار بنات – بأنهم “سرسرية قميئون أوغاد”، فقتلوه ضربا بالهراوات،وأعقاب المسدسات على رأسه، ليثبتوا بالفعل إنهم كما وصفهم، وزيادة: سرسرية قميئون أوغاد ومجرمون قتلة!
في هذا الفيديو، الذي بثّه الشهيد أبو كفاح ،كما يبدو قبل فترة قصيرة من استشهاده وقتله من قبل جلاوزة الأمن الوقائي التابع لزمرة “سلطة أوسلو”، يكشف الشهيد عن فضيحة طعوم “لقــاحات” كــورونــا الفاسدة، والمنتهية الصلاحية، التي تسلّمتها سلطات أوسلو من دولة العدو، وحين كشفت السلطات الصهيونية عن كونها فاسدة، بادرت سلطات أوسلو الى التخلّص منها. الشهيد الذي عرف بموقفه المقاوم الصلب للكيان الصهيوني، ورفضه لأي شكل من أشكال التعامل والتطبيع معه، حتى لو كان في حدود إجراء مقابلة صحافية – وقد رفض وطرد فعلا صحافيين من دولة العدو حين طلبوا مقابلته كما اعترف بعضهم بعد مقتله – ،يحافظ على موضوعيته التحليلية في الخلاف والنقد ،فيقول : إن مبادرة المسؤولين في دولة العدو، إلى الكشف عن فساد لقاحــات كورونا، هو لأن هؤلاء المسؤولين الصهاينة، يفكّرون بعقلية رجال دولة تخاف على نفسها ،من أنْ تتورط علنا بجريمة إبادة جماعية للشعب الفلسطيني ،بسبب هذه اللقاحات الفاسدة، أما المسؤولون في سلطة أوسلو ،فهم لا يفكّرون بعقلية رجال دولة، بل بعقلية “سرسرية قميئين أوغاد بدهم شوية مصاري” كما قال الشهيد. وهنا نستخلص من كلام الشهيد ،ومن تجربته المأساوية والبطولية في آن واحد، الدروس والعِبر التالية لنا نحن في العراق وفي غير العراق من دول تابعة وشبه محتلة:
*الجرأة في تسميّة ووصف الأشياء والجهات والأشخاص بأسمائهم وصفاتهم الحقيقية ،سواء كانوا مسؤولين في دولة قتلة عنصريين، أو في سلطة تابعة لها ،تقودها زمرة زوّرت إرادة الشعب الفلسطيني وصادرتها.
*طرح الأسباب الحقيقية والعميقة ،وراء كل فضيحة أو عدوان ،والاستعداد لدفع الثمن، مقابل ذلك لكسر هيمنة الزيف والأكاذيب التي تضخها سلطات الاحتلال، أو الأخرى التابعة لها، والتي تنسّق معها أمنيا وسياسيا علنا.
*إن المثقف الحقيقي ،والجدير باسم المثقف المناضل والعضوي ،هو الذي يجرؤ فعلا على الصدح بالحقائق، ويكشف الفضائح بجسارة واستعداد للتضحية، ورغم أنني أعتبر مهنة وصفة الشهيد نزار بنات كنجّار كادح أسمى وأنظف من صفة “مثقف”،ولكنه واقعا يمثّل المثقف الحقيقي، والمثقف المشتبك بالكلمة والموقف، إنه واحد من المثقفين النقديين الجذريين الكبار ،الذين تقدّمهم لنا مدرسة فلسطين العظيمة بين فترة وأخرى، وحريٌّ بمن يزعمون أنهم “مثقفون تقدميون ومستقلون، نقديون وعضويون” أن يأخذوا العبرة من هؤلاء المثقفين المستقلين النقديين ،والمستقتلين من أجل الحقيقة ،ومن أجل حقوق شعبهم، وإلا فليكرموا الناس بسكوتهم، ويكفّوا عن ضجيجهم الفارغ ،وحذلقاتهم الأكاديمية الآسنة المداجية ،وتبعيتهم للأقطاع السياسي المتعفّن، والمليشيات المتغلّبة، والمتحالف مع المحتلين الأجانب والمتدخّلين الإقليميين.
لك المجد أيها الشهيد الباسل – أبا كفاح – ،ولشعبك النصر الأكيد،والعار للقتلة المجرمين.

كاتب عراقي

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق