مقالات

السيسي نسخة بائسة من قارون!

ساري عُرابي*

قال السيسي: “لو كنت مفسدًا في الأرض،لأصبحت خائفًا، لأنّ الله لن يكون معي”.
قوله هذا ،مطابق لقول قارون: “إِنَّما أوتيتُهُ عَلى عِلمٍ عِندي”
قال بعض المفسرين عن قول قارون: أي الله أعطاني ذلك ،مع كونه عالمًا بي وبأحوالي، فلو لم يكن ذلك مصلحة لما فعل وقوله: “عِندِى” ،أي عندي أن الأمر كذلك.
ولذلك، فإنّ الله ذكّر أنّه لو كان الأمر كما اعتقد قارون، لما كان قد أهلك “مِن قَبلِهِ مِنَ القُرونِ مَن هُوَ أَشَدُّ مِنهُ قُوَّةً وَأَكثَرُ جَمعًا”.
والحقّ أنّ كثيرًا من المفتونين،يعتقدون أنّ مظاهر القوّة والثراء، دليل على رضا الله وتأييده، وهذا نجده في طوائف من العبيد في العامّة، وطوائف ممن انسلخوا من آيات الله، فهم كالكلاب يلهثون على أيّ حال، وطوائف من السفّاحين الفجرة الظلمة كالسيسي، الذي أبى إلا أن يكون نسخة بائسة مكرّرة من قارون البائس.
وهذا الحال البائس،عبّر عنه القرآن بقوله تعالى: “فَإِذا مَسَّ الإِنسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلناهُ نِعمَةً مِنّا قالَ إِنَّما أوتيتُهُ عَلى عِلمٍ بَل هِيَ فِتنَةٌ وَلكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمونَ”.
هي فتنة، وهم لا يعلمون.
الذين يعلمون،هم الذين لسان حالهم ومقالهم، يقول، كما في قوله تعالى تعليقًا على المغترين بما أوتيه قارون: “وَقالَ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ وَيلَكُم ثَوابُ اللَّهِ خَيرٌ لِمَن آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا وَلا يُلَقّاها إِلَّا الصّابِرونَ”.
فما السيسي، إلاّ مغرور تافه، دعيُ جاهل، تجرّه أقداره، لأن يكون آية، يفتن بها الذين يريدون الحياة الدنيا، ويزداد بها الذين آمنوا إيمانا.

*كاتب وباحث فلسطيني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق