تقارير و تحليلاتعام

من أجل إخراج إيران من أزمتها ..حزب الله يتذكّر الرد على الاحتلال

لبنان – كواليس: عادت الجبهة “الهادئة”، بين حزب الله اللبناني، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى واجهة الأحداث، بعدما أعلن حزب الله قبل أيام، عن مقتل أحد كوادره في الغارات، التي شنّتها طائرات إسرائيلية على دمشق، يوم الثلاثاء الماضي. إعلان حزب الله عن مقتل الناشط في صفوفه، علي محسن (جواد)، جاء على دفعتين. الأولى وردت في بيان قال إنه “استشهد”، أثناء قيامه بواجبه الجهادي. ولم يمض وقت طويل، حتى أعلن أنه “استشهد” في الغارة الإسرائيلية على موقع قرب مطار دمشق.  وعلى الرغم من أن حزب الله، تجرّع خلال السنوات القليلة الماضية، عشرات الضربات الإسرائيلية، وكان يتجنّب دائماً الإشارة إلى خسائره بشكل علني، حتى يتجنّب استحقاق الرد العسكري، لكنه سارع هذه المرّة إلى الإعلان عنها، وهو ما يؤكّد أن قرار الحزب بالرد على أي اعتداء إسرائيلي كان مبيّـتاً. مدير مركز الارتكاز الإعلامي اللبناني، سالم زهران، برّر بيان الحزب بشكل ضمني عندما قال: إن “حزب الله لا يخفي أين وكيف يستشهد عناصره، وهذا ما فعله في آخر استهداف”. وأضاف زهران، المقرّب من حزب الله، في حسابه على “تويتر”، أن “معادلة العام الفائت، حين ردّ حزب الله على غارة عقربا، باستهداف آلية عسكرية، عند طريق ثكنة “أفيفيم”، وقتل وجرح من فيها صالحة الآن. وتقديري التجهيز لعملية الرد قد بدأ، وباقي فقط التنفيذ الذي يخضع لحسابات الميدان”. بينما تحدّثت وسائل إعلام مقربة من حزب الله، أن “إسرائيل” خرقت المعادلة التي أرساها الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله في أغسطس 2019م، بحتمية الردّ على سقوط أيّ من مقاتليه في لبنان أو خارجه، باستهداف من تل أبيب. وهو ما يؤكّد أن الهدف من بيان الحزب، هو تحضير الأرضية الإعلامية والنفسية داخل لبنان، لردّه العسكري القادم ضد الاحتلال. فالمواقع المقرّبة من الحزب، نعت قبل أسبوعين، أحد عناصر الحزب، الذي قالت إنه ارتقى أثناء قيامه بواجبه الجهادي، وخلال الشهر الماضي، أعلنت عن مقتل اثنين بذات الطريقة، دون أن تعلن أين أو كيف ماتوا ؟! وبالتالي، لا يمكن محاسبة حزب الله على المعادلة التي أرساها، لأنه لا أحد يعرف أين وكيف يموت عناصر حزب الله، كما أن “إسرائيل” لا تعلن عن تفاصيل غاراتها. ويبدو السؤال الأهم هنا، ليس متى سيرد حزب الله أو كيف سيرد، ولكن لماذا سيرد ؟! فرد الحزب بات محسوماً، كما أن طبيعة الرد، لن تخرج عن السياق المعتاد، مثل استهداف آلية عسكرية فارغة بصاروخ موجّه، أو زرع عبوة ناسفة لدبابة. فحزب الله بات خبيراً في تسديد ردود متوازنة، تحفظ ماء وجهه، ولا تجرّه إلى مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي. كما أن حزب الله تلقّى خلال السنوات الماضية، ضربات مؤلمة، شملت اغتيال قادة من الصف الأول، وتدمير مخازن أسلحة، ولم يقم بالرد سوى مرتين فقط، فلماذا يكترث بمقتل عنصر غير معروف، ولا يشغل مركزاً مهماً؟! هناك الكثير من التبريرات، التي ساقتها المواقع المقرّبة من حزب الله، مثل وقف تمادي العدو الإسرائيلي، وخرق الاحتلال لقواعد الاشتباك، وكلها أمور اعتاد حزب الله خلال السنوات العشرة الماضية، على السكوت والتجاوز عنها. وهو صمت، اعترف به السيد حسن نصر الله قبل أسابيع حين قال: إنّ “محور المقاومة يتجنّب الرّد على العمليات الإسرائيلية في سوريا لأسباب يذكرها في وقت لاحق”. إذن، ما هي الأسباب التي استدعت الرد على العمليات الإسرائيلية، ولماذا تذكّرت وسائل إعلام حزب الله قواعد الاشتباك فجأة، كل هذه الأسئلة لا يجيب عليها سوى صعوبة الأوضاع التي تمرّ بها إيران. فإيران، تلقّت خلال الأسابيع الماضية، ضربات موجعة، حيث قامت جهات مجهولة باستهداف قواعد عسكرية و منشآت نووية، وتدميرها، وسط صمت و عجز إيراني واضح، ويبدو أن إيران بعد تفكير طويل، قرّرت استغلال الاستهدافات المتكرّرة لحزب الله في سوريا، كذريعة للرد بشكل غير مباشر على هذه الضربات. كما لا يمكن تجاهل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان، جرّاء العقوبات الأمريكية، وهي الظروف التي أشار لها السيد حسن في خطاب الأسبوع الماضي حين قال: “من سيضعنا بين خيار القتل بالسلاح أو الجوع سيبقى سلاحنا في أيدينا ونحن سنقتله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق