بقلم : جهاد السيّد*
الحكاية بدأت يوم أمس ليلا ، عندما كان فضيلة الشيخ «وليد مهساس» يؤمُ الناس في صلاة التراويح بعذوبة وخشوع..
وفجأة..
تحرّكت عند قدمه قطة صغيرة، ثم قفزت عليه تتسلّق جسده حت وصلت عند كتفه…
وعلى الرغم من أن رد الفعل الانفعالي في الحالة هذه ،هو الارتباك من تحرّك جسم غريب عند القدم، أو إبعاد القطة باليد عن الجسد، إلا إن فضيلة الشيخ وليد مهساس كان عنده ثبات انفعالي في التعامل مع القطة، لدرجة أنه ساعدها بيده في تسلّق جسده حتى لا تسقط على الأرض..
الذي شاهد الڤيديو ، وسمع قراءة الشيخ ، سيلاحظ أنه لم يتلعثم في القراءة ،ولم تتغيّر نبرة صوته، وكأن شيئا لم يباغته ! … ليس كذلك فحسب،بل كان أرفق بالقطة من أمها..
هذا التصرّف كان السبب في انتشار الڤيديو في ثوان ، لدرجة أنه غزا السوشيال ميديا في شتى أنحاء العالم..
القطة في الجزائر بالمشهد القصير الذي قامت به، انتصرت على أشهر ثلاث مسلسلات في شهر رمضان بمصر هذا العام، وقالت لهم توقّفوا عن الأكاذيب، لأن الإسلام أكثر رفقا بالحيوان، فما بالكم بالبشر .
القطة انتصرت على مسلسل (سره الباتع ) الذي حاول خالد يوسف فيه النيل من الإسلام بأسلوب مبطّن ،أبرزها الجملة الساخرة” وجاء الخليفة ليخلّصنا من الرومان” .
القطة انتصرت على مسلسل (حضرة العمدة )، الذي كتبه ابراهيم عيسى، من أجل أن يقول للناس إن الاسلام يقسو على البشر ويقيّد حريّتهم !
القطة انتصرت على مسلسل (رسالة الامام)، الذي يقدّموا لنا فيه الإمام الشافعي بالأسلوب الذي يتناسب معاهم، حتى يقول لنا خذوا هذا ، فهو لطيف وكيوت وسنحبّه معكم، مع أن حديثه كله منقول من ظهر “ التوكتوك” !
لا أقول الشيخ (وليد مهساس)، هو من انتصر على دراما رمضان، لكنها القطّة من انتصرت، فالشيخ وليد مهساس أرقى وأعظم من الدخول في تلك المقارنة !
* باحث مصري في التاريخ الإسلامي.
* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).
