مقالات

إلى من يقدّم نفسه على أنه “داعيّة”.. توقّف عن دجلك وافتراءاتك!

بقلم : د. أسامة أبوإرشيد*
جاء في الحديث الشريف، عن سفيان بن أسد الحضرمي رضي الله عنه، أنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “كبرت خيانة أن تحدّث أخاك حديثاً هو لك به مصدّق وأنت له كاذب” (أبو داود). ورغم أن هناك بعض من يضعّفون هذا الحديث ،فإن ثمَّة آخرين يحسّنونه. وبعيداً عن القوة والضعف فإن معناه سليم لا غبار عليه.
الحديث أعلاه واضح لا يحتاج شرحاً. ولكن ما هي مناسبته؟
خلال زيارتي العائلية القصيرة جداً إلى الأردن، فوجئت بمن يأتيني ويخبرني أن فلاناً، الذي يُقَدَّمُ وَيُقَدِّمُ نفسه على أنه “داعية” وقائد في حزب إسلامي أردني، يحدّث الناس بأن والدي الثمانيني (الذي هو من جيل والده إن لم يكن أكبر سناً) اتّصل به شخصياً ،ليعتذر منه عن تجاوزي (أنا) بحقه في خلاف سابق وقع قبل سنين بيننا.
لن أعيد هنا حيثيات الخلاف الماضي، وهو لم يكن شخصياً، ولم أكن مبادراً فيه، وإنما دافعه الإساءة والتشويه،تحرّكهما دوافع عند ذلك الشخص يُسأل هو عنها، وإن كان بعضها متعلّق بنوع من الحساسية في غير محلها، فلا أنا ابن تنظيمه، ولا أنا في وارد منافسته على المكانة والريادة المَوْهومَتَيْنِ، لا في الأردن ولا في غيره.
الحقيقة هي أن والدي لم يتّصل بذلك الشخص أبداً ولم يعتذر منه. وإنما الذي جرى أنه هو من بادر إلى الاتّصال بوالدي ،طالباً منه التدخّل لحل ما وصفه بـ”سوء فهم” بيننا، ثمَّ كلّم شقيقي، وبعد ذلك مجموعة من الأصدقاء المشتركين ،راجياً منهم تطويق الأمر. كل الشهود أحياء وهم معنا أصدقاء مشتركين على فيسبوك. أيضاً، هو كان طلب من شقيقي أن يستفسر مني عن سبب انتقادي له، وأقسم أن يعتذر لي ويقبّل رأسي أمام الناس إن كان مخطئاً، وعندما وصله ما طلبه موثّقا، حاول التنصّل من الأمر، أما أنا فلم أتابع الموضوع بعد ذلك، إلى أن فوجئت به يتواصل معي عبر ماسنجر فيسبوك (يعني الأمر موثُق) ويعتذر مني محاولا توضيح موقفه، زاعماً أن هناك من يحاول الوقيعة بيننا. ومرة أخرى تركت الأمر عند ذلك الحد.
الآن، لم أكن لأفتح الموضوع مجدّدا، لو أن الأمر اقتصر على محاولة تشويه صورتي، ولكن أن يتجرّأ أن يكذب على لسان والدي ،ومحاولة هزِّ صورته أمام الناس، وإظهاره، وهو صاحب السن الكبير وفضل السابقة في التنظيم الذي ينتمي إليه ذلك الشخص ودائماً ما يتمسّح بها، على أنه (أي والدي) يَسْتَعِرُ بما يُزْعُمُهْ (ذلك الشخص) من إساءتي بحقه، فهذا فيه تجاوز لكل حدٍّ مقبول.
مرة أخرى ،أرجو أن ينتهي الأمر هنا، ويتوقّف الشخص المعني عن دجله وافتراءاته ومحاولة استعراض العضلات بطريقة بهلوانية أمام من يطمع فيهم “مُريدين”، وأعان الله التيار الذي ينتمي إليه على أمثاله.

* كاتب فلسطيني.

* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق