مقالات

إلغاء الانتخابات … إشعال للفتنة الداخليّة الفلسطينيّة

ماجد حسن*
لا ينبغي لأي طرف صادق من مكوّنات الشعب الفلسطيني- حركات،أحزاب، اتحادات نقابية،كتل انتخابية- أن يمرّ مرور الكرام على موضوع إلغاء الانتخابات، بحجة منع الاحتلال أهالي القدس من المشاركة فيها..إنّ الأمر جدُّ خطير ، فالعدو الصهيوني ،ومن خلال هذا الإلغاء، سيشعل فتيل فتنة داخلية فلسطينية ،لا يعرف تداعياتها إلاّ الله، وسيتنصّل هو من مسؤوليته الإجرامية عن هذا الفعل،وسيصبح هو في موقع المتفرّج عما يحصل في الساحة الفلسطينية من نزاع واحتراب.
إن الواجب يقتضي،والانتماء الصادق لهذا الوطن يقتضي،والحكمة تقتضي،أن نفوّت الفرصة على االاحتلال الذي يكيد لنا كيدا،ونجعل من منعه إجراء الانتخابات في القدس،فرصة لإشعال”انتفاضة شعبية ” عارمة ضده يكون عنوانها القدس ..لا بدّ من الإصرار على أن تجري الانتخابات في القدس من خلال وضع صناديق الاقتراع في داخل المسجد الاقصى وقي داخل كنيسة القيامة، وليتم حشد كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية لتغطية هذا الحدث، وليقم الاحتلال عندئذ باقتحام هذين المكانين المقدسين،لتعريّة إجرامه وسياساته القمعية بعد ذلك على مستوى العالم، ولتنطلق شرارة الانتفاضة من هناك،وليلتحم الكل الفلسطيني مع هذه المعركةمؤازرا ومساندأ بكل امكانياته وقوته لأهلنا في القدس،وبالنسبة لأصوات المقدسيين الانتخابية،فلن تعوز الكتل الانتخابية الوسيلة والحكمة ، كيف ستتعامل معها؟ فمثلما أقرّت هذه الفصائل،بأن التوافق سيكون هو الحل في أي مكان يوجد فيه الفلسطينيون، ولا يستطيعون إجراء الانتخابات فيه،يمكن ان نطبّق هذا المبدا على أصوات المقدسيين، بعد ان نعرّي الموقف الصهيوني،ونجعله يدفع ثمنا كبيرا يندم قادته عليه جراء ما اقترفته أيديهم.
لا ينبغي علينا بأي حال من الأحوال أن نكافيء العدو على فعلته،بأن نحقّقله مبتغاه،بأن نفشل الانتخابات -التي بذل الكل الفلسطيني جهودا مضنية حتى وصل إلى تاريخ استحقاقها- بأيدينا، ونحقّق لعدونا هدفه المعلن بسلخ القدس عن باقي الاراضي المحتلة،ونزيد على ذلك بأن ندمّر بأيدينا المحاولة الاخيرة لرأب الصدع الفلسطيني،وإنهاء الانقسام،وترتيب البيت الفلسطيني على أسس قوية ومتينة،بل نقوم زيادة على كل ذلك، بنكأ الجراح ،وشعال فتيل الازمة الداخلية من جديد!
لن يرحم التاريخ أي طرف ساهم او سيساهم في وأد الانتخابات، كخيار اصبح وحيدا، للخروج من الحالة المأساوية والمازومة،التي يعيشها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني برمته،!
مطلوب من كل الصادقين،والمخلصين،والأحرار من أبناء هذا الشعب في كل اماكن وجوده، أن يعلوا صوتهم بكل جرأة وقوة ووضوح ضد أي توجّه لإلغاء الانتخابات،وقبل فوات الاوان،وقبل أن يقع الفاس،بالراس” كما يقولون!

*كاتب فلسطيني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق