بقلم: عبدالرحمن الدويري
هذا هو الفهم والرد الذي يهدم تخريصات جاسم سلطان ومن حوله من مريدين، وهو الذي تفرّغ لهدم فكرة الإخوان ،والداعية للتجميع على أساس الإسلام، باستهداف رموز الفكر الإسلامي، واعتبارهم سبب دمار الأمة، واستباحة ديارها، وذهاب أوطانها، بما بثوه فيها من الأفكار الهدّامة، دفعت الخصوم لمباغتتها وإجهاضها!!
لذا أفرغ وسعه في تهمة الإمام حسن البنا وسيد قطب، وذهب بهم مذهبا بعيدا، به قصر نظره،وطال لسانه.
إنه رجل ليس لديه مشروع للإسلام، يطرحه كبديل، يأوي له المؤمنون، قبل أن يشرع يهدم ما يزعم أنه سبب تخلّفنا من أفكار، وإنما شرع في الهدم، ونسي أنه بهذا الفعل يترك أنصار الدين في العراء، لا ظل، ولا مأوى، تنوشهم دخيلات المبادئ، وسفيلات البدائل والطروحات، أو يتكفّفون الآخرين على أعتابها بالأعطيات.
جاسم سلطان، مثل كمال الهلباوي وثروت الخرباوي وطابورهم، غدو مجرد أدوات بلهاء بيد الطغاة.
أرجو الله له أوبة، بعد توبة، يعقبها صلاح يعقبه فلاح .
جاسم سلطان بمراجعاته المزعومة، يحاول هدم كل ما قال به حسن البنا وأبوالأعلى المودودي وسيّد قطب، بينما رأينا شبه إجماع في الوعي العام -لا في التنظيم- على مدرستهم، عبر جنازة تلميذهم النجيب، خادم القران، ومجدد تراثهم، الدكتور صلاح الخالدي رحمه الله.
لقد كانت جنازته استفتاء على المشروع الذي يمثّله هؤلاء، وجاءت كختم إجازة من الأمة، لهم بالصوابيّة في ربوع الأرض، لا في الأردن وحدها.
لقد كتب المعلمون الأفذاذ الروّاد، لزمانهم بلغته وظروفه ومقتضياته واحتياجه، ليأتي جاسم، بمشروع هدم ما دشّنوه لزمانهم، ويدعونا لزمان أغيارنا، بظروفهم ومعطياتهم هم، لا لزماننا وظروفنا ومعطياتنا واحتياجاتنا نحن.
برامج تتكئ على المعطيات العلمانية، التي لا تتكئ على عقيدة، ولا تعترف بالدين كضابط للحياة، إلاّ في حدود الالتزام الفردي، النابع من الميول والرغبات والاستعدادات للتدين، أو التحلل، أو الإلحاد، في جمعية مختلطة، قوامها المصالح الماديّة لا غير.
*داعيّة إسلامي أردني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)
زر الذهاب إلى الأعلى