د. سعيد وليد الحاج*
سئلت هذا السؤال، وأجبت عليه سابقا، وارتأيت أن أفرده بمقال مستقل:
لمن سألوا ،هل المركزية والتفرّد بالقرار سمة تركية.
أعتقد أن هناك أربعة أسبابرئيسة وراء الأمر، اثنان منها عامان، واثنان خاصان:
١- الثقافة السياسية في تركيا في العموم شرقية، يملك الزعيم/القائد/الرئيس فيها مكانة مميّزة، والعلاقة عادة بينه وبين الباقين هي الطاعة والانقياد.
٢- قانون الاحزاب السياسية في تركيا (وكذلك التقاليد المتبعة) ،يعطي صلاحيات واسعة لرئيس الحزب،بما في ذلك اختيار مرشّحي الحزب للبرلمان، ورؤساء فروع الحزب في المحافظات …الخ. ما يجعل الرئيس يختار الدوائر القيادية ،أكثر مما اختاره هي أحيانا،كما يعطيه قوة إضافيّة.
٣- الأحزاب المحافظة/الإسلاميّة، أوالتي تأتي من هذه الخلفية، تعدّ فكرة الطاعة والوحدة عندها ا أكثر بروزاً، حيث كان نجم الدين أربكان -مثلا- يعدّ “شيخاً وأستاذا” ،وليس فقط رئيساً لحزب، والحزب كذلك كان يعدّ “حركة سياسية” ، أو تيّارا،وأحيانا كثيرة “حركة اسلامية” ،وليس مجرّد حزب سياسي.
٤- هناك سمات فردية متعلّقة بالشخص، أربكان، وكذلك أردوغان ، ومعظم رؤساء الأحزاب السياسية، هم قادة بالمعنى الوصفي والمهاري للقيادة، ولذلك يميلون للمركزية والتفرّد أكثر،ويزداد أثر ذلك مع مرور السنين ،والخبرات ،والإنجازات، وكذلك التحكّم بمفاصل صناعة القرار .
*كاتب فلسطيني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)