ضربة مهينة وموجعة وقاسية يتلقّاها النظام الإيراني باغتيال أهم عقوله العلمية
2٬690 دقيقة واحدة
في الوقت الذي كان فيه النظام الإيراني ،ينتظر بفارغ الصبر انتهاء الأسابيع الأخيرة،من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ويذهب بعيداً في التخطيط لحقبة ما بعد ترمب، وجّه جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية(الموساد )،ضربة جديدة، موجعة وقاسية، للنظام الإيراني، باغتيال أحد أبرز عقوله النووية والدفاعية، العالم محسن فخري زادة. عملية اغتيال زادة، جاءت في توقيت حسّاس ،له دلالات ورسائل مهمّة، تحديداً أنها جاءت على أعتاب الذكرى الأولى لاغتيال قائد فليق القدس السابق، قاسم سليماني، التي تمّت بضربة جوية مطلع العام الحالي 2020م، مازال صداها يتردّد في الأوساط الإيرانية. صحيح أن إيران ،شهدت خلال العقد الماضي، عمليات اغتيال مشابهة، فقدت خلالها عقولا بارزة في مجال الصواريخ وتطوير القدرات النووية، لكن الرسالة التي حملها اغتيال زادة مختلفة تماماً. فعلى مستوى المكانة العسكرية، تشير التسريبات الإعلامية، إلى أن زاده كان نائباً لوزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، ورئيس منظمة الأبحاث والإبداع التابعة للوزارة. أما على مستوى المكانة الرمزية والعلمية، فإن زاده يعدّمؤسس البرنامج النووي” و”مدير البرنامج النووي العسكري” الإيراني، وهو بمثابة الأب الروحي للعلماء الآخرين، وأستاذهم من الناحية الفعلية، كما وصفه أحد المسؤولين الإيرانيين. وحتى على مستوى التوقيت، فإن تزامن العملية مع قرب مغادرة ترمب للبيت الأبيض، يشير بشكل واضح أن السياسة الإسرائيلية ،التي طغى عليها أسلوب تضييق الخناق والضربات العسكرية المؤلمة خلال عهد ترمب، لن تختلف كثيراً بعد مغادرة ترمب. النظام الإيراني – وكعادته- ،سارع بالرد على هذه الرسالة المؤلمة بالتهديدات العسكرية، وتوعّد بالانتقام الذي لا يعرف أحد موعده، أو حتى المقصود منه، لكنه شكله أصبح مألوفاً جداً، وحجمه لن يخرج كثيراً عن البلطجة على ناقلات النفط، أو صواريخ الكاتوشيا ،التي تضرب محيط السفارة الأمريكية، ولا تدمّر سوى بيوت المدنيين وسياراتهم. يمكن أن يتم إسالة الكثير من الحبر حول الاتفاق النووي ،وشكل سياسة بايدن الجديدة تجاه إيران، لكن الضربات المتتالية التي تلقّتها إيران خلال عهد ترمب ، والمكاسب التي استطاع الكيان الصهيوني تحقيقها،لن يتنازل عنها نتنياهو بالسهولة التي يظنّها الإيرانيون. اغتيال قاسم سليماني، حمل رسالة واضحة للإيرانيين، أن الكيان الصهيوني، ومن خلفه أمريكا، لن يخضعوا للتهديدات، مهما كان حجمها صغيراً، وأن إيران إذا أرادت أن تكسب شيئاً، فلن تأخذه إلا بالقوة، وعلى الرغم من ذلك ،فإن إيران ما زالت تواصل سياسة الانحناء أمام العاصفة، التي تعتقد أنها ستنتهي مع مغادرة ترمب للبيت الأبيض، وهي المعتقدات التي حاول نتنياهو تدميرها باغتيال زادة.