تقارير و تحليلاتعام

هل حسم ابن زايد الصراع على خلافته ومهّد الطريق أمام نجله الأكبر خالد ؟

بعد عشرة شهور من الصراع المستتر ، على ولاية عهد أبوظبي ، الذي اشتعل بوفاة حاكم الإمارات خليفة بن زايد آل نهيّان، ، حسم الرئيس الإماراتي محمّد بن زايد ،الصراع بين الإخوة الأشقّاء الستة ” الفاطميين ” -نسبة لوالدتهم فاطمة الكتبي – ، بالوصول إلى تسويّة (صفقة) مع ثلاثة من أشقْائه الطامعين والطامحين بخلافته ، إذ عيّن نجله الأكبر خالد وليّا لعهد أبوظبي ، وعيّن شقيقه منصور بن زايد نائبا لرئيس الدولة إلى جانب النائب الآخر محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، كما عيّن شقيقيه طحنون بن زايد، وهزّاع بن زايد نائبين لحاكم أبوظبي .
وقالت مصادر مطّلعة مختصّة بالشؤون الخليجية لــــ (كواليس)، إن الصفقة تشير إلى المؤشّرات التالية :

* السعي لتهميش الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الحالي لرئيس الدولة، باختيار نائب آخر إلى جانبه، هو منصور بن زايد، وهو مايعني التمهيد للخروج مستقبلا ، عن صيغة تقاسم رئاسة الدولة ونيابتها بين أبوظبي ودبي ، وحصرها في أبوظبي، وفي جناح ” الفاطميين” من أنجال مؤسّس الدولة ، الشيخ الراحل ، زايد بن سلطان آل نهيّان .

* ترسيم وتقنين وضع خالد نجل محمّد بن زايد ، باختياره بمنصب ولي عهد أبوظبي، الذي تأهّل من شغلوه سابقا إلى رئاسة الدولة، وهما: خليفة بن زايد، من ثم محمد بن زايد . وسيعطي هذا المنصب نفوذا كبيرا ل” خالد بن محمد بن زايد” ، يمهّد ليكون حاكما للدولة مستقبلا .

* تم منح إخوة محمّد بن زايد الأقوياء ( منصور، طحنون، هزّاع) مناصب عليا، ولكنها ذات طابع رمزي، وليس لها صلاحيات واضحة وعمليّة.
وعلى الرغم من أن التعيينات التي تمّت، قد تشير إلى أن محمّد بن زايد ، قد حسم ” الصراع” لمصلحة نجله، فإن المصادر ذاتها، أشارت إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن عمليّة ” حسم” لخلافته ، خصوصا إذا غاب محمّد بن زايد عن المشهد بشكل مفاجئ من ناحيّة، وقوّة نفوذ الأشقاء الثلاثة وعلاقاتهم الإقليميّة والدوليّة من ناحيّة أخرى.
ويعد الشيخ طحنون ( 52) عاما، هو الشخصية الأقوى والأكثر نفوذا، فهو يشغل حاليًا منصب مستشار الأمن الوطني، إضافة إلى مناصب عديدة ، أهمها رئاسة مجلس إدارة الصندوق السيادي، كما رأس الوفود التي زارت قطر وتركيا وإيران، في سياق إصلاح علاقات الإمارات التي شهدت توتّرا وصراعا معها .
ويأتي منصور بن زايد (53) عاما في المرتبة الثانيّة، بعد طحنون، إذ يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس إدارة شركة ( البترول الدولية) ،وهو المالك الرسمي، لنادي ( مانشستر سيتي)، أحد أقوى الأنديّة الإنجليزية.
أما هزّاع بن زايد( 58) عاما ، فهو في المرتبة الثالثة، بعد تراجع نفوذه، نتيجة إقصائه ، من منصبين مهمّين : رئاسة جهاز أمن الدولة (1992 – 21 أكتوبر 2006)،ومستشار الأمن الوطني (21 أكتوبر 2006 – 14 فبراير 2016). ويشغل حاليا منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي .
وأمّا بالنسبة ل ( خالد بن محمد ) ، الذي يبلغ (41) عاما، فمهمّته لن تكون سهلة في مواجهة أعمامه الثلاثة ، علما أن والده عمل على تأهيله، سواء بإرساله إلى أكاديمية ( ساند هيرست) العسكرية الملكية في بريطانيا، التي تخرّج منها عدد كبير من الذين تولّوا الحكم ، أو من شغلوا مناصب عليا ، في كثير من الدول الخليجية والعربية ، كما عيّنه والده رئيساً لجهاز أمن الدولة بدرجة وزير في 2016، إضافة إلى تعيينه في مناصب مهمّة منها: في مناصب مهمّة منها : نائب مستشار الأمن الوطني بدرجة وزير، وعضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ورئيس مكتب أبوظبي التنفيذي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق