في يومين استثنائيين تشهدهما القدس … بطلان فلسطينيّان يردّان بقوة على مجزرة “جنين” ويجندلان عشرات الصهاينة المحتلين بين قتيل وجريح
175 دقيقة واحدة
بعد أقل من 48 ساعة على مجزرة “ جنين” التي نفّذتها قوّات الاحتلال الصهيوني، ونجم عنها استشهاد تسعة من شباب وشابات جنين، جاء الرد الفلسطيني مدوّيا، إذ تمكّن الشاب الفلسطيني خيري علقم، ابن مخيّم شعفاط، قضاء القدس ،والذي يبلغ من العمر (21) عاما، من تنفيذ عملية بطولية في مستوطنة “النبي يعقوب” المقامة على أراضي بلدة( بيت حنينا) شمال القدس، مساء يوم الجمعة (27/ 1 / 2023 )،التي وُصفت بأنها الأشد والأعنف منذ سنوات، وقال عنها بنيامين نتنياهو في تصريح مقتضب أدلى به بعد تفقّده موقع الهجوم : إن العملية “هجوم قاس ومن أصعب ما شهدته إسرائيل خلال السنوات الأخيرة”. وفي صباح اليوم التالي، السبت (28 / 1 / 2023 ) ، نفّذ فتى فلسطيني ، اسمه ( محمّد عليوات )،ويبلغ من العمر ( 13) عاما، عملية قرب بؤرة استيطانية في ضاحية سلوان بالقدس المحتلة. وقد اعترفت السلطات الصهيونيّة ، بمقتل (7) ، وإصابة(10) صهاينة ، في العملية التي نفّذها “ علقم” . أمّا العملية التي نفّذها “ عليوات” ، فقد اعترفت بمقتل ضابط صهيوني، وإصابة صهيوني آخر إصابة خطيرة . وتشكّك مصادر فلسطينية مطّلعة بصحة الأرقام التي أعلنتها سلطات الاحتلال ، مشيرة إلى أن عدد القتلى أكبر من الأرقام التي تم إعلانها، وهي سياسة قديمة دأبت السلطات الصهيونيّة على انتهاجها، حفاظا على عدم إضعاف الروح المعنوية للمجتمع الصهيوني من جهة، وعدم رفع الروح المعنوية للمجتمع الفلسطيني من جهة مقابلة . ووصفت المصادر الفلسطينية ذاتها، العمليتين بأنهما “ استنائيتان” … الأولى ، بسبب العدد الكبير لضحاياها، وشجاعة منفّذها ومهارته، الذي تمكّن من إفراغ “ مشطين” من مسدّسه ، فيهما (15) رصاصة، وأصاب (15) شخصا ، وكانت دقّة الإصابة (100%)…أمّا العمليّة الثانيّة، فكانت استثنائيّة ، لصغر سن منفّذها، الذي يعدّ الأصغر في تاريخ العمليات ضد الاحتلال بأنواعها كافة. وترى المصادر أن العمليتين تشكّلان “ صفعة “ مؤلمة لحكومة “ نتنياهو “ عموما، وللوزيرين العنصريين والمتشدّدين ( ايتمار بن غافير)، و(سموتريتش)، ورسالة بليغة إلى جميع الأطراف المحليّة والإقليمية والدولية، مفادها أن الفلسطينيين لن يكونوا “ لقمة سائغة “ ، وأنهم سيواجهون آلة الاحتلال بكل ما أوتوا من قوّة . هذا وقد أثارت العمليتان ابتهاجا واسعا في أوساط الفلسطينيين في الداخل والخارج ،وكذلك في الأوساط العربية والإسلاميّة ، ورفعت الحالة المعنويّة لدى الأوساط كافة .