أخيرا ،أعلن نادي النصر السعودي تعاقده مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ، ابتداء من مطلع عام 2023 حتى عام 2025، وذلك في صفقة “خيالية” وصفت بأنها الأضخم على مستوى العالم.
ولم يعلن النصر عن قيمة الصفقة التي تصدّرت جميع وسائل الإعلام العالمية، لكن مصدرا مقرّبا من النادي كشف لوكالة فرانس برس ،أن ما سيتقاضاه رونالدو سنويا 200 مليون دولار .
وأثارت هذه الصفقة الكثير من الجدل، حيث شعر الكثير من عشّاق النجم البرتغالي بالصدمة لاختياره اللعب لنادي سعودي ،بدلاً من الأندية الأوروبية ،وتفضيله للأموال على حساب مسيرته على حد تعبيرهم، بينما تساءل آخرون عن الأسباب التي دفعت نادي النصر السعودي لدفع هذا المبلغ الخيالي من أجل لاعب يعدّ في نهاية مسيرته.
ويعتقد محللون أن مكاسب صفقة “صاروخ ماديرا” تتجاوز مكاسبها نادي النصر، لتشمل الرياضة السعودية التي باتت في دائرة الضوء العالمي بعد هذه الصفقة.
ووصف الكثير من المحلّلين الصفقة بأنها تسويقية أكثر منها رياضية، تحديداً في ظل الأحاديث الكثيرة التي تدور حول رغبة المملكة العربية السعودية باستضافة مونديال 2030 بالاشتراك مع مصر واليونان.
ويرى محلّلون أن هذه الصفقة تأتي في إطار جهود المملكة العربية السعودية للاستثمار بالرياضة كقوة ناعمة، إذ فتحت المملكة أبوابها في السنوات القليلة الماضية لاستضافة كبرى التظاهرات الرياضية بمختلف الألعاب.
كما أن استقطاب رونالدو “غير العادي” يسهم أيضا في تعزيز صورة المملكة وتصدير ثقافة السعودية كبلد، كما هو الحال تماما بالنسبة لقطر التي استضافت كأس العالم مؤخراً.
ويلفت المحلّلون إلى أن الضوء سيكون مسلطا على الرياض خلال الفترة المقبلة ، ليس فقط لوجود النجم البرتغالي؛ بل لأن العاصمة السعودية ستحتضن مواجهة مرتقبة بين الأرجنتيني ليونيل ميسي، ومنافسه اللدود البرتغالي كريستيانو رونالدو، عندما يلعب باريس سان جيرمان مع نجوم النصر والهلال في 19 كانون ثاني(يناير) الحالي.
وكان النجم البرتغالي قد تعرّض خلال الفترة الماضية لحملة انتقادات كبيرة، وصفها البعض بأنها ممنهجة، في الوقت الذي تزامنت الحملة مع عدة مشاكل واجهها خلال عام 2022، سواء مع ناديه السابق مانشستر يونايتد أو المنتخب البرتغالى.
وبدأت مشاكل رونالدو عام 2022، مع فشل فريقه السابق مانشستر يونايتد فى التأهّل إلى دورى أبطال أوروبا، بعدما أنهى الموسم الماضى فى المركز السادس بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي، الأمر الذى جعله يبدأ فى البحث عن ترك الفريق خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية، إلى أى نادٍ آخر، مشارك فى البطولة.
وغاب النجم البرتغالى عن فترة إعداد الفريق للموسم الجديد، ثم دخل فى خلاف مع المدير الفنى الهولندى (تين هاج )فى أكثر من مناسبة، بسبب شعور الأخير بأن رونالدو يتعامل بتعالٍ على الفريق،لرغبته فى ترك الفريق، بسبب عدم مشاركة ناديه فى الدوري الأوروبي.
وكان حوار رونالدو مع المذيع الشهير بيرس مورجان، الحلقة الأخيرة فى خلافه مع إدارة مانشستر يونايتد والمدير الفنى، حتى جاء القرار النهائي بفسخ العقد بالتراضي بينهما.
واستمرت أزمات رونالدو مع المنتخب البرتغالى، خلال نهائيات كأس العالم 2022 فى قطر، بعد اعتراضه على قرار المدير الفنى فرناندو سانتوس، بالجلوس على مقاعد البدلاء خلال لقاء سويسرا فى دور الـ 16.
وترافقت هذه المشاكل، مع حرب جماهيرية وإعلامية على رونالدو ، وهي الحملة التي وصفتها تقارير إنجليزية بمحاولة “إسقاط” رونالدو.
وفي هذا السياق، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجود أسباب سياسية وراء المضايقات التي تعرّض لها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في نهائيات كأس العالم في قطر.
وقال أردوغان خلال ملتقى شبابي نظّمه فرع حزب العدالة والتنمية : “للأسف فرضوا مقاطعة سياسية عليه، فحين تُقحمه إلى الملعب قبل 30 دقيقة من نهاية المباراة فأنت تدمّره نفسياً وتسحب طاقته منه”.
ورداً على سؤال حول مقارنة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي برونالدو، قال أردوغان: “لا يمكن مقارنتهما، فالأخير تعرض لمقاطعة سياسية، ورونالدو يدافع عن القضية الفلسطينية، وسمعت أنه ينوي اللعب في السعودية”.