بقلم : حمدي المرسي *
قطر تحقّق المعجزات ، ليس لأنها أقامت المنشآت الرياضية العملاقة،ولكن لأنها قبلت التحدي .. قطر حدّدت أهدافها بدقة متناهيّة، فلم تخادع في قدراتها ،ولكنها درست إمكانياتها بعناية فائقة..
الإبهار المفاجيء للعالم بتنظيم المونديال، ليس مفاجئا للقيادة القطرية أبداً..لماذا ؟
– هل نسينا أن مشروع قناة الجزيرة الإخباري تخطّى كل المحطات الإخبارية في العالم … تخطّى( BBC ) التي نشأنا عليها منذ نعومة أظافرنا ،اليوم تغلق (BBC )وتعلو الجزيرة ، متخطّية كل ماسواها من المحطّات !
– هل نسينا (bein sport ) أكبر شبكة رياضية في العالم والتي تبث كل الدوريات في العالم ؟
– هل نسينا الأدوار الريادية لقطر في القضايا الكبرى في المنطقة :في أفغانستان وتشاد والسودان وغزة وغيرها ؟
– قد يتبادر الى الأذهان أن نفقات المنشآت الرياضية بلغ ٢٠٠ مليار… كلا، لم تتعد ٧ مليارات، أمّا الباقي فكان للمترو والمطارات والمدن الجديدة والطرق والاعداد والتدريب ..
– قطر تمكّنت بالحنكة من تحقيق مشروعها رغم التربّصات والحصار وبأدائها المحترم الذي نسبت فيه هذا النجاح للعرب جميعا .
القيادة القطرية جعلت شعبها أفضل شعوب الارض بنزعته المضيافة،ومشاركته في إبراز الهوية العربية ،وحرصها على إبراز القيم الأصيلة.
أكبر خدمة قدّمتها قطر للشعوب العربية، هي تغيير قناعات شعوب العالم عن العرب ،وتعديل الصورة الذهنية والنمطيّة للعرب .
قطر نسفت كل ما رسّخته الأنظمة العربية على مدى ٤٠ عاما من اتّهامها لشعوبها بالإرهاب، فلم يعد سهلا على الأنظمة تسويق الخداع على شعوب العالم.
القيادة القطرية لم تفتعل معارك مع رجال الاعمال والمستثمرين، ولم تصادر ممتلكاتهم ،وتلفّق لهم تهماً وتسجنهم، ولم تعلّق أي إخفاق أو فشل على ادّعاءات كاذبة ولا على جماعات معيّنة !
قطر تُمتّع شعبها بثروات البلاد وبحسن استثمار مواردها.
لأول مرة يعود ريع ثروات وموارد بلد عربي إلى أبنائه !
* ناشط سياسي مصري.
* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).
