في مفاجأة كبيرة … عبّاس ناصر ينتقل من المنظومة الإعلامية القطريّة إلى المنظومة الإعلاميّة الإماراتية
297 2 دقائق
فجّرت قناة ( الغد العربي) الفضائية، مفاجأة كبيرة، بالإعلان عن تعيين الصحفي والإعلامي اللبناني( عبّاس ناصر ) مديرا عاما لها. ولعلّ المفاجأة تكمن في أن ناصر جاء من بيئة إعلاميّة مناقضة سياسيا للبيئة الإعلاميّة الجديدة التي انتقل إليها… قناة الغد العربي، يشرف عليها القيادي المفصول من حركة فتح ، وهي تابعة للإمبراطوريّة الإعلاميّة الإماراتيّة. عبّاس ناصر ( 46عاما) ، لبناني شيعي، كان محسوبا على ما يُسمّى “محور المقاومة” ، إذ بدأ مسيرته المهنيّة عام 1997م، بالعمل مع قناة( المنار)، التابعة لحزب الله اللبناني، محرّرا ومراسلا ومذيعا ومقدّما للبرامج ومعدّا لها . وبعد ستة أعوام، انتقل إلى قناة( العالم) الإيرانيّة، حيث عمل مراسلا لها في طهران عام 2003م. و كانت فترة قصيرة، انتقل بعدها بعام واحد، إلى مكتب قناة( الجزيرة) في طهران مراسلا لها. ولكن تقارير إخباريّة مرئيّة بثّها ناصر من إقليم( الأهواز) عاصمة محافظة خوزستان( التي كانت تسمى عربستان حتى عام 1925) ،وتقع جنوب غرب إيران، كانت سببا في إغلاق السلطات الإيرانيّة مكتب الجزيرة، وعدم تجديد إقامة ناصر ، عام 2005، وذلك لما رأت في التقارير إساءة لها بالإضاءة والتركيز على معاناة العرب الإيرانيين ! وواصل ناصر عمله في “ الجزيرة” من مكتبها في بيروت، وبقي فيها حتى استقالته عام 2010م، بسبب صراع شديد وقع على الصلاحيات والنفوذ بينه وبين مدير المكتب غسّان بن جدّو، قبل أن يستقيل بن جدّو لاحقا، بسبب اعتراضه على تغطيّة” الجزيرة” للثورة السوريّة ! وقد عمل ناصر بعدها فترة قصيرة مع قناة(B.B.C)، ولكنه سرعان ما عاد إلى الجزيرة عام 2012م، بعد استقالة بن جدّو ،ليعمل مراسلا دوليّا متنقّلا، حتى تم تعيينه مديرا عاما ل( قناة العربي)، التي أطلقتها قطر من لندن، في 2015/1/25. وبعد قرار الجهات العليّا في القناة بالانتقال من لندن إلى مدينة( لوسيل) في قطر ، أبلغها عبّاس ناصر أن ظروفه الشخصيّة والاجتماعيّة لا تسمح له بالانتقال إلى قطر ، وأنه بمجرّد الانتقال،سيستقيل من إدارة القناة، وهو ما حدث فعليّا، بعد انتقال القناة بصفة نهائيّة في الربع الثاني من العام الحالي 2022م . مفاجأة عباس ناصر بالانتقال إلى البيئة المناقضة بعد مسيرة ربع قرن، قضاها ناصر في البيئة الإعلاميّة المحسوبة على ما يٌسمّى ب” محور المقاومة” أوّلا ،ثم البيئة الإعلاميّة المحسوبة على قطر ، هاهو ينتقل إلى البيئة الإعلاميّة المحسوبة على الإمارات، التي تمثّل النقيض للسياسة القطريّة،وعكس ذلك نفسه في صراع وخلاف مستتر وعلني بينهما ! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا انتقل ناصر إلى بيئة مناقضة، وهل يقبل أن يكون ضمن منظومة إعلامية مضادة للثورات، وجزءا لا يتجزّأ من عمليّة التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي تقوده الإمارات ؟! مصادر مطّلعة ، أشارت إلى البعد الاجتماعي المتعلّق بمكان إقامته في لندن، التي انتقل إليها ناصر قبل نحو سبعة أعوام، وهو حريص على الاستقرار الاجتماعي له ولأسرته، فضلا عن العرض المالي المغري الذي قدّمته قناة( الغد العربي) له ، خصوصا أنه سيستقر في لندن ، التي تعد من أغلى المدن في العالم ، وتحتاج إلى ملاءة ماليّة كافيّة. أمّا فيما يتعلّق بسياسات القناة، فقد حصل ناصر على تعهّدات من الجهات المسؤولة على القناة، أن القناة لن تكون جسرا للتطبيع، وهي داعمة للمقاومة الفلسطينيّة. كما أنها ستتجنّب الدخول في الخلافات العربية- العربية. الأيّام القادمة ستكشف فيما إذا كانت سياسات القناة ستنسجم مع القناعات الشخصيّة لناصر ، أم ستكون محطّة عابرة له، للانتقال إلى محطّة جديدة ؟!.