بقلم : م. شريف هداية*
هذه شهادة أقدّمها عن الأستاذ إبراهيم منير – رحمه الله- ،من شاب أعرفه حق المعرفة، وقد خصّني بها ،رافضا أن ينشرها باسمه لاعتبارات كثيرة،.
يقول الشاهد:
عندما أمسكت بيديه وكلّمته من قلبي، أجهش بالبكاء.
لم أقابله وجها لوجه لسنوات طويلة …كنت أسمع عنه فقط ،ويقدّر الله أن ألتقي به مرّتين في الفترة الماضية، آخرها منذ عدة شهور . لم أكن أعلم باللقاء ،ولكن تم تكليفي أنا وبعض الشباب بترتيب بعض الأمور للقاء هام ،سيحضره الأستاذ إبراهيم منير ،وقدّر الله أن أدخل لعمل شئ معيّن أثناء هذا الاجتماع فرأيت الآتي:
رأيت الأستاذ يستمع لكل من معه في اللقاء ، وعند اتحاذ القرار يقول لهم: رأيي هو ماستتفقون عليه، وهنا هالني مانعته به أقرب الناس له من قبل ،باستبداد الرأي وعدم المشورة ، في حين إنني رأيته في أخطر القرارات هيّنا ليّنا يستمع لأصحابة ويلتزم برأي الشوري منهم.
في نهاية هذا الاجتماع ، طلب الأستاذ أن أدخل أنا ومن معي من الشباب ، لكي يشكرونا على حسن الترتيب والنظام الذي هيّأناه لهم ،وطلبوا منا الكلام ،وعندما تكلّمت أمسكت بيديه، وقلت له : لقد قابلتك وجها لوجه منذ سنة ونصف تقريبا، وكان هذا قبل الانتخابات الأخيرة التي أحدثت تغييرا جذريا في الهياكل ، وأتذكّر كلمتك جيدا ، عندما قلت إنك مع تزايد عدد الموتى أثناء جائحة كورونا، كنت تبحث بانجلترا عن قبر لك تشتريه، لكي تدفن به ،وأنك تحسْ أنك قاب قوسين أو أدنى من الموت، وأنك آليت على نفسك قبل أن تموت أن تحدث تغييرا بجماعة الإخوان المسلمين من أصغر هيكل إداري لها، حتى منصب المرشد العام ،وكنت قبلها حانقا عليك ، لأنك تسكت عن أوضاع لا نرضى عنها أنا وكثير من أمثالي ،وقد اعترفت بالفعل أنك كنت مخطئا، وأنه غميّ عليك أشياء منعتك من رؤية هذه الأوضاع الخاطئة، وقلت له : لقد صدّقتك يومها ، وأحسست أنك فعلا استمعت لرأي القواعد ، وعازم على التغيير ،واليوم أقول لك إنك في رقبتك أنت وأصحابك مهمة كبيرة ومنوط بك، ومن معك إحداث تغيير في أهم تجمّع سني منظّم،وكذلك خدمة للعالم الإسلامي أجمع ،فأجهش الرجل بالبكاء ،وقبّل يدي فقبّلت يده، وكان هذا آخر عهدي به.
واليوم وقد توفّاه الله،فإنني أسأل الله تعالى أن يتقبّل منه ويرحمه ويلهمنا قائدا يجمع شتات شملنا ،ويلتف حوله قادة الحركات الإسلامية بالعالم أجمع، ويكون بداية فتح جديد للأمة الإسلامية بعد التيه الذي عشناه سنوات طوال .
* ناشط سياسي مصري.
* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).