أخبارعام

القرضاوي شاغل الناس في مماته كما كان في حياته ! (صور)

في مقبرة (مسيمير)، التابعة لمنطقة (أبوهامور)، في العاصمة القطريّة (الدوحة)، ووري الثرى، مساء يوم الثلاثاء ٢٠٢٢/٩/٢٧، جثمان العلاّمة الكبير، الشيخ يوسف عبدالله القرضاوي، بعد حياة مديدة، ناهز فيها السادسة والتسعين عاما.
وعلى الرغم من غياب القرضاوي عن المشهد الإعلامي، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، بسبب المرض الذي أقعده عن الخروج من منزله، وألزمه فراشه، وعلى الرغم من سنه المتقدّم، فإنه بمجرّد الإعلان عن وفاته، يوم الإثنين ٢٠٢٢/٩/٢٦،اشتعلت المواقع الإخباريّة، ومواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتيّة، بنبأ وفاته، فسارع الكثيرون إلى نعيه واستذكار سيرته ومآثره وإنجازاته الفكريّة والفقهيّة والدعويّة، في الوقت الذي استنفر خصومه أنفسهم ،وأخرجوا ما في جعبتهم من قاموس الحقد والكراهية ، مستخدمين لغة الشتم والسب والبذاءات، فضلا عن رميه بالانحراف والكفر والفسق ! وكانت المفارقة، أن أعداء الشيخ وخصومه، التقوا على الشماتة بوفاته، والهجوم عليه، دون مراعاة لحرمة الموت ولا مهابته، على الرغم من الاختلافات والتناقضات التي بين بعضهم !
الكيان الصهيوني، والثورات المضادة، وما يسمّى بــ (محور المقاومة)، وبعض أجنحة السلفيين( خصوصا المداخلة والجاميّة)، وبعض أجنحة الصوفيين… جميع هؤلاء سارعوا إلى هجاء الشيخ القرضاوي، على اختلاف درجات الهجاء ، والمبرّرات والأسباب والدوافع، سواء التي تم الإفصاح عنها، أو التي لم يتم الإفصاح عنها !
والتزمت جهات معيّنة الصمت، مثل : شيخ الأزهر ، الدكتور أحمد الطيّب، الذي كان يفترض فيه أن ينعى القرضاوي، خاصة وأنه نعى قبل فترة قصيرة، ملكة بريطانيّا اليزابيث الثانيّة !
كما التزمت معظم الشخصيات السلفيّة ، خصوصا المحسوبة على التيّار السلفي الجهادي الصمت، مثل : أبومحمّد المقدسي، أبوقتادة، إياد القنيبي.
ولكن في مقابل الجهات التي هجت الشيخ القرضاوي، أو التزمت الصمت، فقد حظي الشيخ بنعي وتقدير وثناء من جهات رسميّة وشعبية كثيرة، فقد سارع الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان إلى الاتّصال الهاتفي بنجله الشاعر عبدالرحمن يوسف معزّيا،وكذلك رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب ، ورئيس الوزراء التركي – سابقا-أحمد داوود أوغلو ،كما نعته شخصيات قطريّة رسميّة، كان أبرزها : وزير الخارجية القطري الحالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ، والناطقة باسم الخارجية لولوة الخاطر، ورئيس الوزراء -سابقا- الشيخ حمد بن جاسم بن جبر أل ثاني، ووزير الإعلام والثقافة -سابقا- د. حمد عبدالعزيز الكوّاري، إضافة إلى والدة أمير قطر الحالي الشيخة موزة بنت المسند .
كما شارك في صلاة الجنازة عليه: نائب أمير قطر الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني، وولي العهد السابق الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء القطري الحالي خالد بن خليفة آل ثاني.
وعلى صعيد الحركات والتجمّعات والمنظّمات الإسلاميّة ، فقد نعته العشرات منها، كان أبرزها: حركة حماس (فلسطين)، حركة الجهاد الإسلامي (فلسطين)، جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، جماعة الإخوان المسلمين في مصر، الجماعة الإسلاميّة في باكستان،حركة النهضة التونسيّة،الجماعة الإسلاميّة في لبنان، جمعيّة الإصلاح الاجتماعي في الكويت، حزب العدالة والتنميّة (المغرب)، حركة البناء الوطني (الجزائر)، الحزب الإسلامي (ماليزيا)، حركة مجتمع السلم (الجزائر)، هيئة علماء فلسطين.
أما على صعيد الشخصيات الإسلاميّة، فقد نعاه ورثاه المئات ، كان أبرزهم : الدكتور صادق الغرياني، مفتي ليبيا ،الشيخ حامد العلي (الأمين العام للحركة السلفيّة العلميّة في الكويت سابقا)، الشيخ أبوإسحاق الحويني (الداعيّة ا السلفي المصري)، د. محمّد سليم العوّا (أحد كبار الفقهاء القانونيين في مصر)، د أحمد الريسوني (الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلاميّة في مناطق ال (٤٨)، الشيخ كمال الخطيب ، الشيخ أحمد المحلاّوي (أحد أبرز الدعاة والخطباء في مصر)، الشيخ صبحي الطفيلي (أوّل أمين عام لحزب الله اللبناني)،د. محمد الصغير، الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام،الدكتور عصام العطّار الداعية والأديب الإسلامي السوري، الدكتور حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة.
وكان لافتا نعي شخصيتين مصريتين بارزتين للقرضاوي، وهما : السياسي الشهير د. محمّد البرادعي، وعالم الفضاء د عصام حجي.
وقد شهدت صلاة الجنازة على القرضاوي، التي أقيمت في مسجد الإمام محمّد بن عبدالوهاب في الدوحة، حشدا من الحضور غير مسبوق في تاريخ قطر . وأمّ الصلاة العلاّمة الموريتاني الشيخ محمد الحسن الددو ، وشارك فيها إضافة إلى المسؤولين القطريين : رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، وسلفه خالد مشعل، ونائب رئيس الجمهوريّة العراقيّة – سابقا- د. طارق الهاشمي، ومدير الشؤون الدينيّة السابق في تركيا، محمّد كرماز، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، د. علي محيي الدين القرّداغي، والقائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير والمراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن المهندس عبد الحميد ذنيبات، وسلفه الدكتور همّام عبدالرحيم سعيد، والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، المهندس مراد العضايلة، ياسين أقطاي مستشار
الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان.
هذا وقد أقيمت مجالس لتقبّل العزاء بالشيخ في الدوحة، عمّان، الخليل، غزّة، بيروت، إستانبول. مالمو/ السويد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق