بقلم : وائل البتّيري*
لو لم يكن من فضلٍ للأستاذ سيد قطب (رحمه الله)، سوى أنه أبرز قضية الحاكمية، ومنحها حقها في الاعتقاد والتشريع الإسلاميين؛ لكفاه.. كيف وقد دفع حياته ثمناً لها، فارتقى شهيداً لا يحيد ولا ينكص على عقبيه؟!
هذه القضية التي ضحّى من أجلها سيد قطب؛ هي التي دفعت الأنظمة إلى محاربته، وتوظيف بعض العمائم لتشويهه والافتراء عليه، ورميه بأنه يكفّر عامة الناس، وهو بريء من ذلك كل البراءة.. ولا أدري! هل يهمّ هذه الأنظمة التي تحارب سيد قطب أن يكون رعاياها مسلمين أو كفاراً حتى ترميه بذلك؟! أم الذي يهمّها هو أن تطأطئ الرعية رؤوسها، وتنشغل بأرزاقها، وتدفع ما يُطلب منها من ضرائب ورسوم متعدّدة؟!
كل ما في الأمر؛ أن الشهيد سيد قطب أوقف الشعوب على الحقيقة الصارخة التي يجب أن يدركوها حق الإدراك، وهي أن الشريعة التي أنزلها الله تعالى غُيّبت عن واقع الناس، وجلبت لهم أنظمتُهم قوانين صنعتها عقول البشر، بعيداً عن نور الوحي الإلهي، ففسدت الحياة، ولم تقم البشرية بالمهمة المطلوبة منها، وهي عبادة الله تعالى وحده، والخضوع لشريعته، والخلوص من الشرك بتعدّد أشكاله وألوانه.
هذا الجهد “القطبي”؛ أقلق الطغاة الذين أدركوا تهديد هذه “الحقيقة” لمكاسبهم التي يجلبها لهم كرسيُّ الحكم، والملأُ الذين يبجّلونهم ، ويلقون على مسامعهم عبارات الخضوع والثناء والتعظيم، والشعوبُ المُستكينة!
لهذا – ولهذا فقط – يحاربونه !!
* باحث في شؤون الحركات الإسلامية.
* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).