بقلم: جواد بحر النتشة*
بين نبوءة 2022 بزوال “إسرئيل”؛ وصاحب النبوءة أستاذنا بسام جرار.. أين نقف؟
كنت ولا زلت من متابعي أستاذنا ومعلّمنا الأستاذ بسام جرار؛ فلقد عشت معه في سجن النقب فترة قصيرة من الزمن أواخر الثمانينيات، وحضرت له في تلك الفترة ما لا يقل عن مائة محاضرة؛ وعشت معه أيضا في سجن (عناتا)عام 1989م، فحضرت له نحو خمس وثلاثين محاضرة؛ أستطيع القول: إن ما استمعت إليه من محاضرات في السجنين، هو الذي علّمني فقه الإسلام في العصر الحديث؛ وتلا ذلك حياتي معه في مرج الزهور عاما كاملا؛ كان كل منا في خيمة، لكنّني كنت أحضر دروسه ومحاضراته التي لم تنقطع، وقد أضافت إليّ الكثير من المعارف.
أودّ أن أستغل ما ذكرته لأقول: إن من يعيش مع الأستاذ بسام، يعلم أنه ليس ممن يتسرّعون في قول؛ أو تدفعهم عواطفهم أو مجاملاتهم إلى رؤية ما؛ حتى ما أثير حوله من بعض الأفاضل في الأشهر الأخيرة حول مسألة الترحّم على الكافر، لم أر في كلامه شيئا من الاندفاع العاطفي أو الناتج عن مجاملات ما؛ إن الأستاذ بسام هو الباحث الحرّ الذي واجه الماركسية والعلمانية في بلادنا، ومن دون أية مجاملة؛ وهو الرجل الذي لم يسكت عن بيان أصول التفكير الصهيوني،ومؤامرات الأنظمة العربية ومن دون مجاملات أيضا.
وحول النبوءة المشار إليها؛ فالرجل باحث من النمط الأول، لم يكن ليبيع قلمه وصوته، أو يتّبع فيهما كلام فلان أو علاّن؛ وكان أن رصد نفسه للدراسات القرآنية منذ زمن طويل؛ وتكشّف له أثناء دراساته تلك جوانب من الإعجاز القرآني مما يسُمّى الإعجاز العددي..
والأمر ملفت حقا؛ فثمة نظام عددي متراكب متشابك موجود فعلا في القرآن الكريم؛ وإلى هنا قد يوافقني كثير ممن يعارضون أستاذنا؛ لكن بعض الذين عارضوه ممن لا أحسب من أعرفه منهم يحمل ضغينة؛ هؤلاء يعارضون الأستاذ بسام في نتيجة ظهرت له من سياق الإعجاز العددي، وهي دلالة بعض جوانبه على زوال دولة الكيان.
والسؤال: ماذا لو تراكبت عدديات معيّنة لم تُختر عبثا أو عشوائيا؛ ماذا لو تراكبت حتى وافقت بنتائجها مضامين متوافقة تاريخيا وقرآنيا؟ ماذا لو تبيّن لأستاذنا؛ وربما لنا أيضا؛ توافق هذه العدديات القرآنية، على نتيجة مفادها أن دولة الكيان قد قَصُر عمرها، ولم يعُد لها من العمر إلا أضأل الضئيل وأقلّ القليل؟ ماذا لو تواصل البحث حتى أدّت نتائجه إلى أن هذا القليل الباقي لدولة الكيان لا يقفز عن سنة 2022م؟
إنه ليس مطلوبا من الأستاذ بسام أن يمتنع عن هذا القول؛ بل مطلوب من الذين لا يوافقونه أن يفسّروا التوافقات العددية الكثيرة حول هذا المعنى؛ ليجيبوا هم، لا غيرهم، عن السؤال التالي: هل في القرآن توافق عبثي؛ أو بالأحرى: هل فيه عبث؟ ولا أظن واحدا منهم، وهم المعظّمون لكتاب الله؛ يقول بالعبث في شيء منه؛ فبقي عليهم أن يفسّروا التوافقات غير العبثية في القرآن الكريم، وأعني تحديدا التوافقات الرقمية.
لا تأخذنكم إخواني خشية أن يُخطّأ كتاب الله تعالى على أثر خطأ في الاستدلال به أو وقع؛ فإن القاصي والداني يعلمون أن الخطأ إن وُجد، فإنه ينسب إلى صاحبه، لا إلى كتاب الله؛ وقديما استدل الفقهاء على قضاياهم التي يطرحونها بالقرآن والسنة، ثم تبيّن خطأ بعضهم في بعض استدلالاتهم، ولم يضرّ ذلك القرآن شيئا؛ وإن الأستاذ بسام وأنا وأنتم، حريصون جدا على هذا الحصن الحصين؛ أعني كتاب الله؛ من أن يُخترق جداره، أو أن يَميعَ كلامُه؛ ولستُ بإذن الله أكثر من أستاذنا احتياطا لكتاب الله؛ وأقول للجميع:
إن الأستاذ بسام قد ذكر من نحو ثلاثين عاما في كتابه عن زوال دولة الكيان سنة 2022م؛ أن نتائجه حول تاريخ هذا الزوال ليست قطعية؛ وإن كنت أنا شخصيا؛ أعني أنا جواد بحر النتشة؛ أراها أحرى بالقطعية؛ أما إن وقع خلل، فهو يسيرٌ إن شاء الله تعالى، ولا يضير القرآن شيئا!
- كاتب وباحث فلسطيني.
- (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).
زر الذهاب إلى الأعلى