بقلم : مصطفى الصواف*
محاولة اغتيال نفّذها مسلّحون في قرية (كفر قليل) بحق شخصية وطنية أكاديميّة خلال مشاركته في جاهة في القرية.
لا تفسير لإطلاق النار تجاه الدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء في الحكومة العاشرة، سوى أنها محاولة اغتيال فاشلة، نفّذها مسلّحون وليسوا مجهولين، بل معلومي الهوية ،وإلى أي جهة ينتمون ، وهو دليل جديد على الفوضى الأمنية الأخذة بالانتشار، والتي باتت علامة فارقة في الضفة الغربية ،وهي جريمة تضاف إلى جريمة انسحاب الأطباء من عملهم بمستشفى كمال عدوان في غزًة التي جرت مؤخّرا.
إطلاق النار ليس عملا عشوائيا ، ولكنه عمل منظّم ومعدّ مسبقا من الأجهزة الأمنية في الضفة الغربيّة ،فقد تعرّض الدكتور ناصر المحاضر بجامعة النجاح ،لاعتداء من قبل أمن الجامعة يوم وقفة الطلاب فيها ، وتعرّض بيت عائلته أيضا لإطلاق النار ، وتم تهديده علنا في مقطع مرئي بث على مواقع التواصل الاجتماعي ، وكل أحداث تتم بشكل متعمّد ومقصود.
جريمة اطلاق النار، حذّر منها المحامون والمثقفون والنشطاء، من أنها ستكون ظاهرة منتشرة في الضفة تقودها أجهزة السلطة الأمنية ، وخاصة بعد عملية اغتيال نزار بنات ، والتي مرّت دون عقاب، وهو يعني عن مكافأة المجرمين الذين نفّذوا عملية الاغتيال، وهي إشارة أمان لهؤلاء المجرمين ، وذلك في ظل غياب القانون والقضاء وحقوق الإنسان ، وصورة ذلك واضحة في سجن أريحا الذي يقبع فيه الفلسطينيون، ويتعرّضون لأبشع أنواع التعذيب والإهانة، وفيه ما يذكّر بما كان يمارس في مركز الوقائي في غزة .
الجريمة بات مرخصا بها من قبل سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية ، في محاولة يائسة لإرهاب الناس وقهرهم واغتيالهم ، ويبدو أن ما يجري بات منظّما، ويهدف إلى إحكام السيطرة على الضفة الغربية، حتى لو تم الأمر بالقتل والإرهاب .
إنها محاولات بائسة ويائسة من أناس فقدوا كل شيء حتى شرف الخصومة ،ويريدون فرض أنفسهم بالإرهاب والقتل في مشاهد تعيد ما حدث في غزة قبل عملية الحسم، والنهاية كانت معلومة ، فلا تستعجلوا نهايتكم والتي باتت قريبة وقريبة جدا.
- إعلامي فلسطيني.
- (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).
زر الذهاب إلى الأعلى