بقلم : شاكر خرمه*
شخصيًّا، عرفتُ الشيخَ -حفظه الله، وتولّاه بالتوفيق والـمُعافاةِ- منذ السّنةِ الأولى في كلية الهندسة (١٩٩٨م)، أعني معرفةَ لقاءٍ ومواجهة ومُجالسة، أمّا السّماعُ فكان قبل ذلك.
وإنّ أكثرَ ما يُحزِنُني إلى حدّ السَّقَم، أنّ الأكثرين، لا سيْما خارجَ فلسطين، لا يعرفونَ الشيخَ الجليلَ إلا بـ “الإعجازِ العدديّ” خاصّة، بل بقضيّة “زوال إسرائيل عام ٢٠٢٢” فقط!
ممّا اضطرّني غيرَ نادمٍ، في كثيرٍ من المناسباتِ، إلى بيانِ مدى هامشيّةِ قضيّة “الإعجازِ العدديّ” كلّها، مقارنةً بقَدْرِ الشيخِ ووزنِه الدّعويّ، وعلى وجهٍ أخصّ: سابقتِه، وتأثيرِه المبكّر في مسيرةِ الدّعوةِ الإسلاميّة في فلسطين.
بل أزعمُ، أنّ الشيخ بسّام، يستحقُّ أنْ يُوصَفَ بأنّه أحدُ مجدّدي الخطابِ الإسلاميّ في فلسطين، وهو واحدٌ من الذين حملوا على أكتافهم “الدّعوةَ” كلَّها بين جيلَيْن، واجتازَ بها مخاضاتٍ متعدّدةً بين مرحلتَيْن!
لقد رفعَ الشيخُ صوتَه في أيّامٍ، لم يَكَدْ يُوجَدُ فيها مَنْ يقول: الله الله!
ولقد قامَ ضِدَّ الإلحادِ، والنَّسَوِيّةِ المشبوهةِ، وكلّ حِراكاتِ الإفسادِ الاجتماعيّ، قَوْمَةً صادقةً، ما أظُنُّ يُضاهيها شيءٌ إلّا قَوماتُ الكبارِ الكبار !
كلُّ ذلك، وهو فيه وحيدٌ!
ولقد كانت قُدرتُه على تفكيكِ الشُّبهاتِ، ونقضِهَا، لا تذكّرُ إلّا بقوله تعالى: {وَلَا يَأْتُوْنَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيْرًا} !
أمّا النَّبُوءَةُ الرّقميّة الخاصّةُ بزَوالِ إسرائيل، فقد طالعنا الكتابَ الذي دوَّنَهَا فيه منذ آخر التسعينيّات، ووجدناهُ قد أبرأَ ذمَّتَه من “الخرصِ” و”القولِ بلا علم” مِنْ على غلافِ الكتابِ، بما لا يدعُ لسفيهٍ ولا لجاحدٍ عُذرًا في تطاوُلِه !
لقد ذُكر “إبراهيم بن طهمان” عند الإمام أحمد وهو متكئٌ، فاعتدلَ، وقال: “لا ينبغي أنْ يُذكَرَ الصّالحونَ فنتّكِئ” !
أقولُ تتميمًا: فضلاً عن أنْ نتطاوَلَ ونتَسَافَهَ ! لا سيما ممّن لا يُحسِنُ الطّهارة للفريضة (!)
اللهمّ إنّي أرى هذا الرجل بقلبي ممّن يُتقرَّب إليك بحُبّهم .. وذكرهم بالخير، والدّعاء لهم، والدَّلالة على آثارهم ..
- (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).
- باحث وكاتب إسلامي من الأردن.
زر الذهاب إلى الأعلى