بقلم : د.وليد عبد الحي
سلّمت سلطة التنسيق الأمني الرصاصة التي قتلت شيرين أبوعاقلة للأمريكيين ، وكان قرار لجنة التحقيق الأمريكيّة بالنص : ” إن نتائج التحقيق لا تتيح استخلاص نتيجة نهائية”، أي أن القاتل بقي مجهولا…ولكي تخفّف الإدارة الأمريكيّة وطأة النتيجة، قالت : “يحتمل أن الرصاصة جاءت من موقع إسرائيلي”وهو ما يعني أن هناك احتمالا مقابل أنها لم تأت من الموقع الإسرائيلي.أليس هذا مضمون نظرية الاحتمالات؟
وسؤالي : كم مرة قال رئيس سلطة التنسيق الأمني، إن أمريكا ليست وسيطا نزيها، ثم عاد لينزّهها ؟ وكم مرة طالب بعدم التعامل معها وتجاوزها ،ثم عاد ليقبّل الأعتاب؟ فكما وعد 60 مرة بوقف التنسيق الأمني ،ها هو يسلّم قضية أوضح من الشمس للنزاهة الأمريكيّة ؟!
هل يتم ذلك عن سوء تقدير ؟ او سذاجة سياسية ؟ او طيبة مفرطة؟
أقول بوضوح :إن من تم تعيينه باتفاق بين شارون وبوش، وبشهادة كونداليزا رايس ومعها مدير” السي آي ايه “، لا يمكن أن يكون أمرا عابرا ( ورد ذلك في كتاب كونداليزا رايس الصادر عام 2012 من الصفحة 77 الى 178 ثم من صفحة 340 الى 386 : اسم الكتاب:
No Higher Honor :A Memoir of My Years in Washington –
إنني أجزم أن قرار السلطة الفلسطينية يمر من غربال الإدارة العسكري الإسرائيليّة، وهذه الإدارة هي من يقترح الخطوات مراعين مصالح “إسرائيل” والبيئة السياسية الإقليمية والدولية والمحلية إلى جانب أنهم يستمعون لإرشادات علماء النفس لديهم لكيفية صياغة القرار الفلسطيني بطريقة تشبع عواطفنا، لكنها لا تتضمّن رؤية عقلانية متّسقة.
أكرّر رأيي أن على التنظيمات الفلسطينية عقد اجتماع عاجل(دون مشاركة سلطة التنسيق الأمني)،وإعلان قيادة جديدة تتولّى القرار وإدارك العلاقات الدولية، وتواصل كفاحها لضمان تأييد دولي وإقليمي ..إن المراهنة على السلطة القائمة، هو رهان إمّا يدل على غباء أو خيانة أو عجز ..وفي كلٍ شر.
*باحث وأكاديمي أردني.
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).