أخبارعام

في ظل طموح عدد كبير من إخوانه… طحنون بن زايد الأقرب لتولّي منصب ولاية عهد أبوظبي

اختار الشيخ محمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة، الانشغال العربي والإقليمي والدولي، بعمليّة اغتيال الإعلاميّة شيرين أبوعاقلة،ليعلن عن وفاة أخيه غير الشقيق ، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيّان، رئيس الدولة ، المغيّب تماما عن الحكم منذ نحو ثمانية أعوام(2014)م.وجاء ذلك ظهر يوم الجمعة(2022/8/13).
وكان لافتا أنه بعد ساعات قليلة من الإعلان الرسمي عن الوفاة، تم الإعلان عن مواراة جثمان خليفة بن زايد الثرى في مقبرة( البطين) ، بعد أداء صلاة الجنازة عليه بعد صلاة المغرب، في مسجد سلطان بن زايد في العاصمة( أبوظبي). وقد أثار هذا الأمر شكوكا كبيرة، ذلك أنه لم يتم الإعلان المسبق عن مكان أداء صلاة الجنازة، ولا مكان الدفن، ولم تتح الفرصة لأي من الرؤساء والحكّام العرب أو غيرهم، للقدوم إلى أبوظبي للمشاركة في الصلاة والدفن، كما أن الصور التي تم بثّها تعود إلى جنازة الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد، عام 2018 !!
وكشفت مصادر إماراتيّة مطّلعة ل( كواليس)، أن وفاة خليفة سبقت الإعلان الرسمي عن وفاته ببضعة أيّام، وأن الخلاف الشديد الذي وقع بين أسرة الفقيد( نجله الوحيد والأكبر سلطان بن خليفة وشقيقاته)من جهة، والشيخ محمد بن زايد من جهة أخرى، حول تمسّك الأسرة بأحقيّة نجل الفقيد سلطان بن زايد في ولاية عهد أبوظبي، فضلا عن مطالبتها محمد بن زايد، بإعادة أموال والدهم، التي استولى عليها خلال فترة مرضه.
وقالت المصادر إن جثمان خليفة ووري الثرى من قِبل أسرته التي أقتحمت المستشفى ، وأخذت الجثمان عنوة، وقامت بصلاة الجنازة عليه، ودفنه فورا.
وأضافت المصادر أن محمّد بن زايد، قام بالتواصل مع جميع إخوانه الأشقاء وغير الأشقاء، خلال فترة وجود أخيه في المستشفى، وأبلغهم بوضوح أنه سيتولّى الحكم ، وهو ما رضخ له الجميع. ولكن وقع الخلاف حول من سيتم اختياره وليّا لعهد أبوظبي، لذا تم الإعلان في اليوم التالي( السبت 2022/5/14)، عن اجتماع لحكام الإمارات السبع، وانتخابهم محمّد بن زايد رئيسا للدولة، وكان لافتا أن الصورة الجماعيّة للحكّام السبعة، تظهر عبوسهم وامتعاضهم!
ومع الإعلان عن حسم الرئاسة لمصلحة محمّد بن زايد، أصبح السؤال الذي يطرح نفسه: من سيشغل منصب ولي عهد أبوظبي خلفاً للشيخ محمد بن زايد الذي كان يشغل هذا المنصب منذ عام 2004 ؟!
ويكتسب هذا المنصب أهمية كبرى في تسلسل الحكم بالإمارات العربية المتحدة، إذ يعدّ ولي عهد أبوظبي بمثابة الرئيس القادم للإمارات، والرجل الثاني بعد رئيس الدولة، وهو ما يجعل هذا المنصب محط أنظار جميع الشيوخ الراغبين بتولّي الحكم.
ولا ينصّ دستور الإمارات على آلية معيّنة لاختيار ولي عهد أبو ظبي، كما لا يوجد أعراف تحكم هذه المسألة التي تدخل فيها الكثير من الحسابات الشخصية والسياسية.
وعلى الرغم من تداول وسائل الإعلام لعدد من الأسماء المرشّحة لهذا المنصب، لكن المصادر المطّلعة أشارت إلى أن المنافسة تنحصر بين خالد نجل محمد بن زايد ، و طحنون بن زايد الأخ الشقيق لرئيس الدولة الجديد.
خالد بن زايد، هو نجل حاكم أبوظبي ورئيس الدولة محمد بن زايد، ويبلغ من العمر 41 عاماً فقط ، ويشغل منصب رئيس جهاز أمن الدولة، وهو منصب حسّاس في الإمارات، وعلى الرغم ذلك، فإن وجود عدد كبير من إخوة والده الأشقاء وغير الأشقاء، الطامحين في المنصب،يجعل فرصته ليست يسيرة ،وتصطدم بطموح عمّه الشيخ طحنون بن زايد، والذي يعرى الكثيرون أنّه المرشّح الأقوى لتولّي هذا المنصب، خصوصاً مع وجود ابعض المؤشّرات التي تؤكّد أن هناك تفاهماً مسبقاً أو ما يشبه عملية تحضير لمنحه هذا المنصب.
طحنون ،هو مستشار الأمن الوطني ،ويعد رابع أكبر قائد بالدولة بعد الرئيس وولي العهد ورئيس الوزراء، كما أنه يلعب دوراً كبيراً في السياسة الإماراتية، وهو ما جعل وسائل الإعلام تطلق عليه لقب “أمير الظل”، نظراً للأدوار الكبيرة غير المعلنة التي يلعبها.
لكن الأهم من كل ذلك، أن الأشهر الماضية كانت شاهدة على العديد من المؤشّرات التي تجعل منه المرشّح الأكثر منطقية لهذا المنصب، فمؤخراً بدأ اسم طحنون يتردّد في كثير من الملفات الخارجية،إذ قام خلال العام الأخير ،بزيارات دبلوماسية شملت: إيران ، الأردن،سلطنة عُمان،والسعودية، وتركيا، وقطر، التقى خلالها برؤساء هذه الدول، وبدا كأنه من يدير ملفات الإمارات الخارجية بتكليف من محمد بن زايد.
إضافة إلى ذلك، فإن وسائل الإعلام السعودية أشارت أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان قام بالاتصال بمحمد بن زايد والشيخ طحنون بن زايد لتعزيتهما بوفاة رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد، وهو ما قد يعطي مؤشّرا أن الأمير محمد بن سلمان لديه معلومات أن هناك توافقاً على طحنون كولي للعهد.
وعلى الرغم من تداول عدد كبير من الشائعات حول وجود خلافات طاحنة بين محمد بن زايد وإخوته حول هوية ولي العهد القادم، خصوصاً مع عدم التأخّر نسبياً عن الإعلان عن ولي العهد، لكن مصادر إماراتية رجّحت ل ( كواليس) عدم صحة مثل هذه الشائعات، مؤكّدة أن هذا الموضوع قد تم حسمه منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن الإعلان عن ولي العهد الجديد سيتم غالباً خلال الأيام القادمة.
وتشير هذه المصادر أن جميع المؤشّرات تصب حالياً لمصلحة طحنون بن زايد، لكنها لا تستبعد أن يكون هذا التعيين مؤقّتا، حتى يتم التحضير لتعيين خالد نجل محمد بن زايد لاحقاً، وذلك لأن الظروف الحاليّة،ليست ملائمة لتولّي خالد مثل هذا المنصب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق