بقلم: مصطفى الصواف
باتت المقاومة اليوم عملا مدروسا ومنظّما ومخططا له، ولم تعد ضربا عشوائيا، وعملا مشوّشا بلا تخطيط أو تدريب أو إعداد، ولذلك باتت اليوم أطول عمرا، وأكثر إنجازا عما كانت عليه في السابق، وأصبحت أكثر إيلاما في العدو.
بعد عملية (إلعاد) التي سقط فيها ثلاثة من الصهاينة ، أخذ العدو يزبد ويرعد ويتوعّد المقاومة وقاداتها ،ويهدّد بالعودة إلى سياسة الاغتيالات، وكأنه توقّف عنها في يوم من الأيام ، بل زاد وحوّلها إلى سياسة الإعدام الميداني، حتى عندما يصاب المجاهد بجراح ، يقوم إرهابي من جنود الاحتلال بإطلاق النار عليه حتى الموت ، هذه هي سياسة الاحتلال في التعامل مع الجرحى والمصابين وهذا الفعل يعرفه أهل القانون بأنه محرّم.
سياسة التهديد لقادة المقاومة بالاغتيال، والتي علت نبرتها سواء من وزير الحرب الصهيوني، أو من أفراد الكيان من القتلة والإرهابيين ليست جديدة ، وهنا يبدو أن الاحتلال نسي أن المجاهد والمقاوم، سواء كان قائدا أو جنديا ،أن الموت في سبيل الله أسمى أمانيه، وهو يسعى إلى إحدى الحسنيين إما نصر وإما شهادة، وكلاهما خير .
الاحتلال لا يقرأ جيّدا، وإذا قرأ لا يفهم المطلوب، فهو يهدّد ويعربد ويتوعّد باغتيال على -سبيل المثال- القائد يحيى السنوار ردّا على عملية (إلعاد) التي أوجعته، وشكّلت صفعة قوية لأجهزته الأمنية، ونجاحا كبيرا سجّل للمقاومة، فهل يعتقد الاحتلال أن اغتيال السنوار أو أي من قادة المقاومة سيوقفها، ويكون هو الحل لخيباته المتكررة ، أفلا ينظر ماذا فعل في السابق، أليس هو من اغتال الشيخ أحمد ياسين المؤسّس، أليس هو من اغتال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، القائد الذي خلف الشهيد أحمد ياسين،أليس هو من اغتال الشهيد قائد أركان المقاومة أحمد الجعبري فما الذي جناه من كل عمليات الاغتيال ؟! …على الصعيد الميداني ، هو لم يجن شيئا من عمليه الإغتيال ، ولكن كان قدر هؤلاء القادة أن يستشهدوا بغدر المحتل ونسأل لهم الجنة، ولكن على أرض الواقع عمليات الاغتيال زادت المقاومة قوة ولم توقفها ، وزادتها عنفوانا أكثر مما كانت وزادتها تجذّرا في الأرض وثباتا وفعلا، فهل اغتيال أي من قادة المقاومة سيكون له أثر سلبي على المقاومة وسيوقفها؟.
حسابات الاحتلال خاطئة وغير مدروسة، وهي ردّات فعل ،لأن المقاومة تنظيم، والتنظيم لا يدار بالقائد رغم أهمية القائد ،ولكن فور تعرّض القائد يكون هناك عشرات من القادة الذين يتولون الأمر ويستمروا في تنفيذ ما خطّط له القائد، ويزيدون عليه، نقول هذا رغم أننا نرفض هذه السياسة ونتمنى لكل قادتنا البقاء ومواصلة الانجاز.
نقول للاحتلال: من يفكّر بهذه الطريقة طريقة الاغتيال هو فاشل وفعله ردّات فعل، لا تجدي نفعا ، وإذا أراد الاحتلال الخلاص مما هو فيه ومما هو قادم، عليه أن يستدرك الأمر ، ويبحث عن الطريق الأسلم للخلاص ،وهو ترك الأرض المغتصبة والرحيل عنها، لا أن يمارس إرهابه وقتله وتشريده لأهل الارض وأصحابها الحقيقيين ، ونقول للمحتل: إرحل قبل فوات الأوان.
- إعلامي فلسطيني.
- (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).
زر الذهاب إلى الأعلى