حملة تضامن هائلة مع اللاعب السنغالي إدريسا غانا تفضح إزدواجية المعايير الغربيّة
75 2 دقائق
حظي اللاعب السنغالي الدولي (إدريسا غانا غاي )المحترف ضمن صفوف نادي (باريس سان جيرمان )الفرنسي، بدعم هائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، على خلفية استدعائه للتحقيق ، واحتمال توقيع عقوبة ضده على خلفية رفضه المشاركة في مباراة ناديه الأخيرة لتجنّب ارتداء قميص يحمل علم المثلية. وتصدّر اسم نجم المنتخب السنغالي ونادي باريس سان جيرمان الفرنسي، إدريسا غاي، مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي والعالم كله، بعدما أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسما باللغة العربية دعما للاعب السنغالي #كلناادريسغانا ،ووسما آخر باللغة الإنكليزية يحمل نفس المعنى #WeareallIdrissa أي كلنا إدريسا . قصة غاي بدأت ،عندما غاب اللاعب السنغالي عن مباراة فريقه باريس سان جيرمان الأخيرة أمام مونبلييه، وسط أحاديث عن رفضه ارتداء قميص يحمل ألوان علم ما يسمّى بالمثليّة الجنسية، الذي يسمّى “علم الرينبو” أو “علم قوس قزح”. وقد أثار غياب غاي ضجة واسعة، خصوصاً أن جاي قاطع مباراة جولة دعم ” “المثليين العام الماضي، والتي تنظّمها رابطة المحترفين لكرة القدم في فرنسا في 17 أيار/ مايو من كل عام بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية. وعقب الضجة، استدعت لجنة الأخلاق التابعة للدوري الفرنسي اللاعب ،وطلبت رده على استفسار حول رفضه ارتداء القميص الذي يحمل ألوان قوس قزح أم لا. وأرسل مجلس الأخلاقيات في الاتحاد الفرنسي الأربعاء الماضي رسالة إلى غاي، يحثّه فيها على توضيح سبب غيابه عن مباراة السبت الماضي. وقال المجلس في الرسالة، إنه إذا كانت التقارير غير صحيحة، فعلى السنغالي الدولي التقاط صورة لنفسه وهو يرتدي القميص. وكتب رئيس المجلس باتريك أنتون: “أدّى غيابك إلى العديد من التكهنات التي فُسّرت على نطاق واسع ،على أنها رفض المشاركة في هذه العملية لزيادة الوعي بمكافحة التمييز”. وكتب أنتون -في تغريدة توجّ بها إلى غاي بعد المباراة- “إما أن هذه الافتراضات لا أساس لها من الصحة، وفي هذه الحالة نطلب منك التعبير عن نفسك من دون تأخٌر من أجل وقف هذه الشائعات”، ثم تابع “ندعوك، على سبيل المثال، إلى إرفاق رسالتك بصورة لك وأنت ترتدي القميص المعني”. وقد أثارت الطريقة التي تعاملت بها رابطة الدوري الفرنسي غضباً واسعاً في العالم العربي والإسلامي، إذ انتفض الجميع دفاعا عن “إدريسا” ، بدءا من رئيس الجمهورية السنغالي، ماكي سال، ووزير الرياضة مطر با، كما أصدر الاتحاد السنغالي بيانا شديد اللهجة يستنكر فيه تعرّض مسيرة اللاعب لتهديد صريح، بإجباره على سلوكيات منافية تماما للحريات التي تنادي بها فرنسا. كما حظي النجم السنغالي بتضامن عالمي كبير بعد الهجمة التي تعرّض لها ، إذ أطلق أطلق مغرْدون على موقع تويتر وسم “#WeareallIdriss” لدعم اللاعب والتضامن معه، وقد حظي الوسم بتفاعل واسع على المنصّة وتصدّر “الترند” (الأعلى تفاعلا) العالمي، بأكثر من 230 ألف تغريدة حتى هذه اللحظة. وكان أبرز المشاركين في حملة التضامن على تويتر، أندية سعودية عدة مثل : نادي الفتح والتعاون والفيحاء، الذين نشروا صورا للاعب مع طفله تدلّ على التزامه بالدين الإسلامي، معلّقين عليها “كلنا إدريس غانا غاي”. واستشهد نجم الكرة المصرية السابق محمد أبو تريكة، بالآية القرآنية التي تقول “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ” (سورة النمل/ الآية 56)، لإظهار تضامنه مع موقف غاي، وقال له: “لا تحزن نحن معك وندعمك والله معك”. وشارك كذلك نادي القادسية الكويتي واللاعب الأردني أحمد الرياحي في الوسم المتداول للتعبير عن دعمهم الكامل للاعب السنغالي في موقفه ورفضهم الهجوم الذي يتعرّض له إضافة لذلك، عبّرت العديد من الشخصيات الفنية والرياضية والعامة في العالم الإسلامي، ولا سيّما في المنطقة العربية، عن رفضها “إجبار” غاي على ما لا يناسب معتقداته، داعين إلى احترام أفكاره وتعاليم دينه، و من هؤلاء الفنّان المصري محمد هنيدي الذي غرّد قائلاً: “لا ينبغي إجبار أي شخص على فعل شيء ما ضد معتقداته. كلنا ندعم إدريسا”. وبلهجة تهكّمية، قال الناشط السعودي إياد الحمود على تويتر: “التعريف الجديد للحرية: إذا أطعت بدون أي حرية في الاختيار، فأنت شخص حر. أما إذا اخترت حرية الاختيار، تصبح عدواً للحرية”. وكتب المعلّق الجزائري الشهير حفيظ دراجي في تويتر: “كل الدعم للسنغالي إدريسا غانا غاي الذي يتعرّض لحملة شنيعة بسبب رفضه دعم ‘الشواذ‘ و المشاركة في مباراة الدوري الفرنسي بقميص يحمل ألوان علم المثليين”. وأردف مخاطباً الغرب: “حضارتكم مجرد كذبة، لأنها تدعو إلى احترام حرية المثليين، و تحرم اللاعب السنغالي من حريته في التعبير عن رأيه وقناعاته”.
ورأى الصحافي الرياضي محمد عواد أن “الخطير في قضية غاي أنهم ينتقدونه ويحقّقون معه ليس لأنه هاجم أو انتقد… بل لأنه لم يدعم! هو حتى لم ينطق بكلمة ضد فعالية الدعم من باب إدراكه أن ذلك شأن فرنسي بحت. لا أفهم أي ديمقراطية تلك التي تجبرك على دعم ما لا تؤمن به. الأمر بات مكرّرا في عدة قضايا بشكل عجيب”. يشار إلى أن حسابات غاي تظهر تديّنه إذ يشارك بانتظام منشورات ورسائل تتعلق بالإسلام. كما يظهر وبجواره طفله وهما يصليان أو يقرآن القرآن بانتظام. ويبادر بتهنئة المسلمين حول العالم في المناسبات الدينية كالأعياد وحلول شهر رمضان.