بعد أسابيع قليلة فقط من الضجّة الكبيرة التي أحدثها إعلان نجم الكرة الهولندية السابق كلارنس سيدورف اعتناقه الدين الإسلامي، أصبح النجم الغاني (توماس بارتي )لاعب وسط أرسنال، محطّ اهتمام كثيرين خلال الساعات القليلة الماضية ،بعد أنباء تردّدت عن اعتناقه الإسلام،وهي الأنباء التي تم تأكيدها لاحقاً عبر عدد من الصحفيين الأجانب، مثل الصحفي البريطاني (كريس ويلثي) الذي نشر تهنئة لبارتي على حسابه في الفيسبوك بمناسبة اعتناقه للدين الإسلامي، مرفقة بصورته وهو يمسك المصحف إلى جانب أحد الدعاة، الذي يعمل مأذوناً شرعيّا في لندن.
إعلان اللاعب الغاني (توماس بارتي) عن إسلامه، أسال الكثير من الحبر في الصحافة الأجنبية والعربية، وسلّط الضوء على ظاهرة اعتناق نجوم كرة القدم للدين الإسلامي، خصوصاً أنها جاءت بعد أيام قليلة من إعلان سيدورف عن تحوّله للإسلام.
وقد تزايدت ظاهرة اعتناق النجوم كرة القدم في الدوريات الأوروبية للإسلام في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، وهو ما جعل موقع “The Muslim VIP ” عام 2017 ينشر تقريراً تحت عنوان “الإسلام يجتاح البريميرليغ”، كاشفاً أن هناك ما يزيد عن 50 لاعباً مسلماً ينشطون في الدوري الانجليزي الممتاز، وهي نسبة عالية بمقارنة بالسابق، إذ كان عدد اللاعبين المسلمين في الدوري الانجليزي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
وقد تعدّدت دوافع هؤلاء النجوم لاعتناق الإسلام، فبعضهم أعلن عن تحوّله للإسلام بسبب رغبته بالزواج من مسلمة مثل النجم الفرنسي (فرانك ريبيري)، بينما قال آخرون إنهم تعرّفوا على الإسلام من خلال بعض الأصدقاء المسلمين مثل اللاعب الفرنسي( بول بوجبا)، وقد أشار البعض الآخر إلى أنهم اعتنقوا الإسلام لأنهم وجدوا به راحة نفسية، وكانوا مقتنعين به منذ فترة طويلة، مثل نجم برشلونة السابق (إريك أبيدال).
والملاحظ أن النسبة الأكبر بين اللاعبين المعنتقين للإسلام، تكون غالباً بين نجوم كرة القدم من ذوي الأصول الأفريقية،وهو أمر يعزوه المراقبون إلى أن هؤلاء اللاعبين يعيشون في بيئات متنوّعة واختلاطهم مع المسلمين يكون أكبر بكثير من نظرائهم ذوي الأصول الأوروبية.
وخلال العقد الأخير، أعلن العشرات من نجوم كرة القدم الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية اعتناقهم الإسلام، لدرجة أنه بات من الصعب حصرهم في تقرير واحد، وقد كان للمنتخب الفرنسي النصيب الأوفر من هذه الظاهرة، إذ أصبح معظم لاعبي المنتخب الفرنسي لكرة القدم من المسلمين.
(نيكولا أنيلكا، إريك أبيدال، فرانك ريبري، تييري هنري، بول بوجبا)، وغيرهم من نجوم المنتخب الفرنسي أعلنوا اعتناقهم للإسلام، وبعضهم قام بتغيير اسمه مثل فرانك ريبري الذي غيّر اسمه إلى بلال بعد اعتناقه الإسلام، أما خارج المنتخب الفرنسي فيوجد قائمة طويلة من النجوم مثل (ايمانيول أديبايور )نجم ريال مدريد السابق وقائد منتخب توغو، نجم مانشستر ستي (يايا توريه)، نجم المنتخب الهولندي السابق (روبن فان بيرسي)، و نجم المنتخب الألماني (داني بلوم )وغيرهم الكثير.
يشار إلى أن توماس بارتي يبلغ من العمر 28 عاما، وقد بدأ مسيرته الاحترافية بالأراضي الإسبانية، حيث أعير من نادي أتلتيكو مدريد إلى فريقي ريال مايوركا وألميريا بين عامي 2013 و2015، قبل العودة للروخيبلانكوس، الذي لعب له لمدة 5 سنوات متتالية.
ونال بارتي فرصة اللعب على المستوى الدولي بتمثيل منتخب غانا عام 2016 ، بعدما ظهر مع أتلتيكو في أول مواسمه مع الفريق الأول، ليتحوّل إلى ركيزة أساسية في منتخب النجوم السوداء على مدار السنوات الماضية، ليظهر معه في 38 مباراة، سجّل خلالها 12 هدفا.
رحلة بارتي مع الروخيبلانكوس كلّلها بتتويجه مع الفريق بـ3 ألقاب، فيما خسر لقب دوري أبطال أوروبا بهزيمته في نهائي 2016 على يد ريال مدريد. ومع بداية موسم 2020-2021، تحرّك أرسنال للتعاقد مع بارتي في آخر ساعات الميركاتو الصيفي، ليضمّه مقابل 45 مليون جنيه إسترليني، وهي قيمة الشرط الجزائي في عقده مع ناديه السابق.