بقلم : حسين أبوكويك *
المقابلة التي أجرتها قناة الميادين، مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، حملت الكثير من المغالطات والافتراءات على حركة حماس المباركة وقياداتها، ولست هنا بصدد الرد الكلي عليها الآن، ولكنني سأتناول في هذه العجالة، مسألة في غاية الأهمية ، وهي قوله : إن حركة حماس ليس لديها نضج سياسي !
هل هذا من أجل أنها تحافظ على الثوابت والحقوق ،ومتمسّكة بالمقاومة ،وترفض التنازل، والاعتراف بالكيان الصهيوني، واللهاث خلف الرباعية والشرعية الدولية؟!
طيًب، دعنا نرى نضجكم السياسي يا ابا رامي وتجلّياته !
ماذا أسفرت جهودكم على مدى ثلاثين عاما من اللهاث السياسي للقضية الفلسطينية ؟!…فقد أضعتم خلالها القدس والأرض والحدود واللاجئين والدولة الموعودة،وتضاعف الاستيطان الاحتلالي خلالها عشرات المرّات، بشكل غير مسبوق في تاريخ الكيان الصهيوني…..
هل اعترافكم بالكيان الصهيوني والتطبيع معه ،وتنازلكم عن ثلاثة أرباع فلسطين المحتلة،يعبّر عن نضجكم السياسي ؟!
هل تنسيقكم الأمني مع الاحتلال، وملاحقةواعتقال وتسليم المطلوبين،يعبّر عن نضج وممارسةسياسية راقيّة على صعيد الفكر والممارسة؟!
هل اللقاءات مع قادة الاحتلال، والتعهّد لهم بمحاربة المقاومة وملاحقتها،هو اختراق نوعي وإنزال خلف خطوط العدو، وعملية فدائية غير مسبوقة ؟!لقد قلبتم القيم والمفاهيم والمعايير رأسا على عقب….مالكم كيف تحكمون؟
سؤال أخير : ماهو النضج السياسي، إن لم يكن منطلقا من الفهم الصحيح لطبيعة صراعنا مع الاحتلال،ومعبّرا عن مرتكزات الأمة ومعتقداتها،وملتزما بالثوابت والأخلاق والقيم ؟! … اننا نمتلك -بفضل الله علينا -رؤية كاملة للنهوض بمشروعنا الوطني، وتحقيق وحدتنا الوطنية، وشراكتنا السياسيّة،وإنهاء الانقسام، وبناء نظامنا السياسي الفلسطيني، بمشاركة الكل الوطني، هذه الرؤية، هي محل إجماع وطني ،وقبول شعبي،تستند على إجراء انتخابات ديمقراطية عامة للمؤسّسات والمجالس والبلديات كافة، وتتجاوز نطاق التجزىة والانتقائية ،وفي الضفة والقدس وغزة،ولندع الشعب الفلسطيني يختار بكامل حريته من يرى فيه الكفاءة والقدرة والحنكة والنضج السياسي .
- ناشط سياسي فلسطيني.
- (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).