١٦ فتحاويّا ينتمون إلى “ الأمن الوطني”و”المخابرات العامّة” متورّطون في جريمة جنازة “ مخيّم البرج الشمالي” في الجنوب اللبناني بتوجيهات وتنسيق بين اللواء ماجد فرج في رام الله واللواء منذر حمزة
485 2 دقائق
شهدت الساحة الفلسطينية في لبنان، خلال الأيّام. القليلة الماضيّة، تطوّرات خطيرة، ألهبت المشهد السياسي، وأثارت مخاوف كبيرة من اشتعال مواجهات مسلّحة بين حركتي فتح وحماس، ما استدعى تدخّلا على أعلى المستويات السياسية والأمنية اللبنانية والفلسطينية، لاحتواء التداعيات. بداية التطوّرات، كانت بانفجار كبير، وقع في أحد مواقع حركة حماس، في مخيم “البرج الشمالي”، مساء يوم الجمعة 10/12/2021م. وكان لافتا أن قناة “العربية” الفضائية، والقنوات المحسوبة على “الثورة المضادة” وحركة فتح، سارعت إلى قطع برامجها، والإعلان عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى، واستضافة سياسيين وإعلاميين معادين ومخاصمين لحركة حماس، للتحريض عليها، واتّهامها بالمغامرة بأرواح الشعب الفلسطيني. حركة حماس من طرفها، التزمت الصمت، وبادرت إلى تشكيل لجنة تحقيق باشرت مهامها فورا، وصباح اليوم التالي (السبت)، أصدرت الحركة بيانا، أشارت فيه إلى أن الحادث نجم عن (تماس كهربائي)، أدّى إلى اشتعال حريق كبير وواسع، بسبب وجود أسطوانات غاز وسولار وغيرها. وبعد هذا البيان بساعات، نعت الحركة المهندس / حمزة إبراهيم شاهين، مشيرة إلى استشهاده في “مهمة جهادية”، دون أن تحدّد طبيعة المهمة ولا موقعها، ما دفع للربط بين الحريق والاستشهاد. وفي ضوء اتّضاح كذب وسائل الإعلام المذكورة، وعدم وقوع ضحايا،ومحدوديّة الأضرار الماديّة، هدأت “الزوبعة” الإعلامية، التي أثارها إعلام “الثورة المضادة”،وتمكّنت حماس من تجاوز محنة الحريق، وسارعت إلى إجراء ترتيبات تشييع الشهيد حمزة شاهين في مقبرة مخيّم (البرج الشمالي).ولكن وقعت محنك جديدة كانت أشد وطأة، إذ فوجئ المحتشدون في الجنازة، بإطلاق وابل من الرصاص من قنّاصة على رؤوس المشيعين، ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة شباب ينتمون لحركة حماس، وجرح اثني عشر، والشهداء هم: 1- محمد وليد طه (30 عاما)، من مخيّم (عين الحلوة). 2- حسين محمد الأحمد (22 عاما)، من مخيّم (الميّة وميّة). 3- عمر محمد السهلي (21 عاما)، من مخيّم (الميّ’ وميّة). حماس تتهم “الأمن الوطني الفلسطيني”، وفتح تأخذه العزة بالإثم في ساعة متأخّرة من مساء يوم الجريمة، أصدرت حركة حماس بيانا، حمّلت فيه ما يسمّى ب “قوات الأمن الوطني”، وكذلك قيادة السلطة في رام الله، وأجهزتها في لبنان، المسؤولية الكاملة عن الجريمة، مشيرة إلى أنها جريمة ” تهدف إلى تخريب مسيرة السلم الأهلي والأمن والاستقرار في المجتمع الفلسطيني في لبنان”، مطالبة بتسليم القتلة، وكل من له علاقة بالمجزرة، للسلطات اللبنانية. قيادة حركة فتح في لبنان، أخذتها العزّة بالإثم، فأعلنت رفضها لاتهام حماس، واتّخاذها قرارا بوقف كل أشكال التواصل والاتّصال مع حركة حماس على كافة المستويات، وفي كل المناطق الساحة اللبنانية. 16 عنصراً فتحاوياً متورّطاً في الجريمة مصادر فلسطينية مطلعة، كشفت ل (كواليس)، أن ستة عشر شخصا فتحاويا، ينتمون إلى “قوات الأمن الوطني”، وجهاز “المخابرات العامة”، متورّطون في الجريمة، وأن اللواء منذر حمزة عضو قيادة فتح في الساحة اللبنانية، هو المخطّط والمدبّر الأول للجريمة، بتنسيق مع اللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينيّة. وأشارت المصادر ،إلى أن حركة حماس قامت بتسليم الأسماء والمقاطع المرئية الخاصة بالجريمة، إلى وزارة الدفاع اللبنانية، وبتنسيق مع حزب الله.وقد أثار ذلك ذعرا شديدا في الأوساط الفتحاويّة، التي رأت في تجاوز المخابرات اللبنانيّة في الجنوب، خطوة تعبّر عن جديّة وقالت المصادر: إن تسليم الأسماء إلى الوزارة مركزيا، وليس إلى مخابرات الجنوب اللبناني، أثار ذعر حركة فتح، التي لها نفوذ في الجنوب، وهو ما يعني جديّة عمليّة التحقيق في الجريمة البشعة. ويضاف إلى ذلك، الخوف الشديد الذي ينتاب قيادات حركة فتح، من نوايا حركة حماس، في التعامل مع المتورّطين في الجريمة، في حال عدم اعتقالهم من قبل الجيش اللبناني، أو تسليم حركة فتح لهم.