مقالات

منصور عبّاس… نموذج للذل والسفاهة والسقوط الأخلاقي

بقلم: أسامة أبو ارشيد*
منصور عباس، رئيس ما يسمى “القائمة العربية الموحّدة” في الكنيست الإسرائيلي، ليس استثناء شاذاً، وإنما هو نموذج في تيار واسع من بعض “المُتَأدْلِجينَ”، من كل الخلفيات والتيارات الفكريّة، الذين يتحيّنون الفرص للسقوط والتردّي أخلاقياً ومبدئياً، من أجل مصالح شخصية وسياسية انتهازية ضيّقة ورخيصة.
كم من “جهاديٍّ” سابق، و”مناضل” عتيد، ومنظّر في الحرية.. إلخ، انتخبوا أعضاء في برلمانات عربية على أساس أنهم معارضون، انتهى بهم الأمر اعتذاريين عن أنظمة قمعية، وكأن عظامهم نمت وكساها اللحم من حليب ثديِّ تلك الأنظمة!
زعم منصور في البداية،أن حكومة إسرائيلية برئاسة نفتالي بنيت، خير من حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، مع أن كلاهما مجرم. واليوم، يخرج علينا منافحاً عن أن “إسرائيل ولدت كدولة يهودية، وهذا هو قرار الشعب اليهودي الذي أقام دولة يهودية، والسؤال هو : ليس ما هي هويّة الدولة، فهي هكذا ولدت، وهكذا ستبقى”!
هذا السفيه المتواطؤ الذليل، يظن أن أسياده الصهاينة سيرضون عنه كلّما بالغ في سفالته. يظن أن دوس حقوق شعبه والمساومة عليها في أسواق النخاسة، سترفع قدره وشأنه. زعم يوماً أن توفيره وقائمته الوضيعة مثله لشبكة أمان في الكنيست لحكومة بنيت تخدم فلسطيني 48، ثمَّ أتحفنا بأن عدواناً إسرائيلياً على قطاع غزة، أو توسّعا استيطانياً في الضفة الغربية، أو هدم منازل الفلسطينيين وطردهم منها في القدس، لن يؤثّر على استقرار الحكومة! وها هو اليوم يثبت أن التردّي السحيق ليس له قاع، فهو يعتبر شعبه من فلسطينيي 48، الذين خُدعوا به وبقائمته وانتخبوهم، مجرد رعاع طارئين وغرباء على أرضهم وفي وطنهم التاريخي الأزلي، وينبغي أن يخضعوا راضين مسلمين لحكم أبارتايد كولونيالي إحلالي بغيض!
مرة أخرى، منصور هذا ليس سوى نموذج واحد على حقارة تيار واسع يدوس الإيديولوجيا التي يتلفّع بها مصلحة، ثمَّ لا يلبث أن يخلعها.
نصيحتي، وأنتم تشتمون منصور محقّين، أن تنظروا كم من منصور صنعتم في أوطانكم، وجعلتم منهم رموزاً وقادة ومشاهير ليبيعوكم ويساوموا عليكم عند أول فرصة لاحت، ويتحلّلوا من عباءة الإيديولوجيا التي يتوسّلون بها دعمكم، ثمَّ المقايضة عليها في أسواق النخاسة.

  • * كاتب فلسطيني
  •  (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق