كُفر حسن حنفي الذي لا جدال فيه !

بقلم صالح السهيل

لا زال بعض الناس، يجادلون في كفر حسن حنفي ،دون دراية بفكر الرجل وأقواله.
العقيدة عند الفكر الحسنفي ( كما يعبّر صديقنا أحمد إدريس الطعّان)،ليس لها مدلول حقيقي ، بل هي النتائج البراغماتية على ارض الواقع، فهذا هو (العبور) الذي صدّعنا به الرجل (من النصّ إلى الواقع) ، فهو يقول:(ليس للعقائد صدق داخلي في ذاته، بل صدقها ،هو مدى أثرها في الحياة وتغييرها في الواقع، فالعقائد هي موجّهات للسلوك وبواعث عليه لا أكثر ، وليس لها أي مقابل مادي في العالم الخارجي) التراث والتجديد، ص٦١.
لذلك ،فالله ذاته ليس له وجود عنده، فهو يقول:(فالله لفظ نعبّر به عن صرخات الألم، وصيحات الفرح، أي أنه تعبير أدبي أكثر منه وصفاً لواقع، وتعبير انشائي أكثر منه وصفاً خبريّا) نفسه، ص113.
واذا كان الله ليس له وجود، فلا شك أن غيره من الغيبيّات كذلك عند الرجل، فهو يقول: (لا يحتاج الإنسان إذًا كي يكون مسلمًا إلى الإيمان بالجنّة والملائكة والشياطين والعفاريت، فالإيمان ما وقر في القلب، وصدّقه العمل،الإيمان سلوك، لذلك قرن الإيمان دائما بالعمل، والعمل بالإيمان، وجعل الخوارج العمل جوهر الإيمان، وقد لاحظ علماء الأصول من قبل،أن الحديث قد يكون ظنيًا، ولكنه يقيني من ناحية العمل،فلا يهمّ الاعتقاد النظري،بقدر ما يهم السلوك العملي، وقد قرّر علماء الكلام أيضًا، أن المعاملات شيء، والعبادات شيء آخر؛ فيمكن للمسلم المعاصر، أن ينكر كل الخطاب الغيبي في الدين ،ويكون مسلمًا حقًّا في سلوكه) في فكرنا المعاصر، ص93
ونحن حين نكفّر الرجل،فنحن لا نصفه بشيء، غير صريح أقواله وأفكاره، وذلك حتى يكون المسلم على بيّنة من أمره،ونحن لا نرى لوازم الكفر، التي يقول بها بعض أكثر الفقهاء، مثل القول بحد الردّة، مع أن الرجل أفضى إلى ما قدّم! ولا يمنع الترحّم عليه، دون الاستغفار .
لذلك ،فلا أفهم توجّس بعضهم من هذا الحكم!
ثم ،هل يرى بعض الناس ،أن الإسلام مجرّد وراثة يرثها الانسان، أو منصب لا يقبل العزل؟
وكذلك، لا نرى التحجير على الناس،ومنعهم من التعبير عن آرائهم، فلحنفي وغيره التعبير عن كفرهم، ولنا الرد عليهم، وبيان توصيفهم الشرعي.
والدكتور محمد عمارة رحمه الله، وشيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب، بيّنا افكار الرجل الإلحادية ،وردا عليها، فإيهام أن الشيخين مدحا جانباً من الرجل، هو ذكر لنصف الحقيقة فقط

باحث إسلامي أردني في الفكر الإسلامي

• (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)