بقلم: مصطفى الصواف
من قال إننا ما (بدنا نعيش)، نحن نحب الحياة والعيش بكرامة، ونرفض الذل والمهانة، ونرغب أن نغمّس اللقمة ،بغموس الشرف ،وإن كلّفنا ذلك الكثير.
(بدنا نعيش) نعم، ولكن ليس تحت بساطير الاحتلال ، ولذلك نحن غير قلقين على العيش الكريم ، ولا نستعجل الأمور، وندرك أن الرزق مقدّر من الله، وسيأتينا لو كان في فم الأسد، وليس بين براثن الاحتلال.
ونقولها لمن يدّعون، إنهم يريدون العيش، عن أي عيش تتحدّثون؟، هل تريدون عيشا كما يريده سيدكم محمود عباس، عيشا كما قلنا، تحت بساطير الاحتلال، أم عيشا كريما في ظلّ المقاومة .
المقاومة، أيها المنادون بالعيش ،كما يريد عباس، العيش بالذلّ والمهانة ، تريد لكم العيش بكرامة، وأنتم مرفعوا الرأس، وإن قلّ العيش قليلا او كثيرا، فالعيش بكرامة أسمى ما تسعى المقاومة إلى تحقيقة ، فلا تستعجلوا، وتطلبوا عيشا رخيصا مدفوعا ثمنه من كرامتكم ومن حقوقكم، وتلهثون خلف محرّضكم، مهما كان هذا المحرّض. العيش بكرامة، له ثمن نقدّمه بنفس رضيّة، وندفع بأبنائنا وأموالنا وقادتنا ثمنا له.
عودوا إلى رشدكم وفكّروا قليلا وارفعوا عن عيونكم الغشاوة ،وعن قلوبكم الحقد ، وانظروا إلى من يحرّضكم ،ويريدكم أن تخسروا أنفسكم، وتظنّون أنه يعيش مثلكم، ومحرّكه ضميره الحيّ، الحريص على مصالحكم ،فلو نظرتم قليلا ،لوجدتموه يحدّثكم، وهو حريص على جنيّ المال ، والحفاظ على مقدّراته الموعود بتحقيقها ،ممن له مصلحة كبيرة، ويعمل على أن تعيشوا بضنك العيش من خلال محاربتكم في لقمة عيشكم ، ومن خلال السرقات الكبيرة، التي يعيش من أجلها، ويسعى إلى زيادتها، ويقول لكم تحرّكوا بعد أن كبّلكم وقيّدحركتكم ،واليوم يريد أن يسلب عقولكم،ويحوّلكم كالقطيع ،تتحرّكون بتحريك عصاه يمنة وشمالا.
لا تنخدعوا بهم ،فهم لا يسعون من أجل مصالحكم، بل يريدون أن يسرقوكم، ولو استطاعوا أن يحرموكم الهواء ما تردّدوا .
انظروا ولو قليلا بإنصاف، وتعرّفوا على ميزانياتهم، والأموال التي بحوزتهم هنا وهناك ،وبحوزة أولادهم لأدركتم الحقيقية ، فلا تجعلوا حقدهم يقودكم ،فتخسروا الدنيا والأخرة ، وارضوا بما قسمه الله لكم، تنعموا وإن قلّ ،فالله يباركه.
*إعلامي فلسطيني
