بعد الإطاحة ” الدراماتيكيّة” به …حسّون نهاية رجل منافق !
728 دقيقة واحدة
بعد صراع شديد ومحتدم، ساد العلاقة بين وزير الأوقاف( محمد عبدالستّار السيّد)، ومفتي الجمهوريّة أحمد بدر الدين حسّون، حسم رئيس النظام السوري، بشّار الأسد، الصراع لمصلحة السيّد، وذلك بخطوة ” دراماتيكيّة”، تمثّلت بإصداره مرسوما تشريعيا يحمل رقم (28)،نصّ فيه على إلغاء المادة رقم (35)من القانون الناظم لعمل وزارة الأوقاف، التي يُسمى بموجبها المفتي العام للجمهورية،وإحالة صلاحيات المفتي إلى المجلس الفقهي في وزارة الأوقاف، ما يعني إلغاء منصب المفتي، الذي لم يعد قائما ! وقد أثار هذا المرسوم، استغراب الكثيرين، بسبب الولاء المطلق، الذي يبديه حسّون للأسد ونظامه، ووقوفه ب” الباع والذراع” -كما يقول المثل الشعبي، مع نظام الأسد-، خلال محنته، في العشريّة الأخيرة، التي كادت أن تطيح به، كان حسّون خلالها “شيخ السلطة” بامتياز، إذ نافح عن الأسد ونظامه، بشكل لافت ، ومثير للاشمئزاز،وأصدر الفتاوى الشرعيّة، على المقاسات التي يريدها النظام وأجهزته،بدا فيها منافقا من طراز وضيع، ومتزلّفا بطريقة جعلت شعبيّته في الحضيض! حسّون الحلبي، الذي يبلغ من العمر (٧٢) عاما، ظن أن النفاق والتزلّف، هي ” عدّة الشغل”، التي ستضمن بقاءه، مفتيّا للجمهوريّة السوريّة، حتى الممات، ولكنه لم يدرك، أن الأنظمة الاستبداديّة، تستغني عن خدمات” عملائها”، عندما تنتهي صلاحياتهم، أو أصبحوا عبئا عليها، أو ولجوا في مساحات نفوذ، لاينبغي لهم أن يلجوها، أو دخلوا في صراعات مع أطراف لها الأفضليًة عند النظام، ولا يمكن أن يفرّط بها ! حسّون الذي مكث مفتيّا عاما، ستة عشر عاما، خانه ذكاؤه،وظنّ أنه يستطيع الإطاحة بوزير الأوقاف، الذي يعرف القاصي والداني، أنه” ربيب” الأجهزة الأمنيّة، ولعب منذ تعيينه مديرا للأوقاف في مدينة ( طرطوس)، قبل ستة وثلاثين عاما ( عام ١٩٨٥م)،دور” المخبر”، الذي تطوّر دوره خلال مسيرته، من ” مخبر صغير” ، إلى ” مخبر كبير “، لذا بقيّ هو الأثير لدى الأجهزة الأمنيًة، وبالتالي رأس النظام ! نهاية حسّون، هي نهاية ” وخيمة”، و “دراماتيكيّة،لرجل منافق، أفتى بقتل المئات من الألاف من السوريين، رجالا وأطفالا ونساء، دون تمييز، تحت عنوان واسع، هو ” محاربّة الإرهاب” !