أسئلة منطقيّة إلى بشار الأسد

بقلم: لؤي حسين

منذ خريف عام ٢٠١٨ ،انتهى وجود “جهاديي” المعارضة، في جميع مناطق سوريا تقريباً، وانحصر وجودهم في منطقة إدلب ومحيطها. وانتهت بذلك جميع المعارك ،التي تشكّل خطراً على قوات النظام المُقادة من قاعدة (حميميم ) الروسيّة،فمعركة إدلب المتبقيّة، هي محسومة النتائج لصالح روسيا،ولا يوجد أي إمكانية للجهاديين المعارضين هناك، بالصمود أمام القوات الروسية والسورية، حين تسمح أميركا لروسيا باجتياح المنطقة.
وبعد انتهاء المعارك ببضعة أشهر، أعلن وزير الخارجية الروسي، أن “الحرب انتهت فعلياً في سوريا”،على الرغم من بقاء بعض بؤر التوتر.
إذن ، لقد مضى على انتهاء المعارك حوالي ثلاث سنوات،ومن المفترض أن نجد بعض الخطوات في عودة الحياة إلى طبيعتها:

أن تتحسّن المداخيل والرواتب، ولو قليلاً

أن تنخفض نسبة البطالة، ولو قليلاً

أن يتحسّن وضع الليرة السورية، ولو قليلاً

أن تتوافر المحروقات أكثر من أيام الحرب، ولو قليلاً

أن تتوافر الكهرباء أكثر من السابق، ولو قليلاً

أن تتوافر الحريات، ولو قليلاً

أن تتحسّن المقدرة الشرائية عند المواطن، ولو قليلاً

أن ينخفض تزايد عدد المواطنين تحت خط الفقر، ولو قليلاً
-أن يتحسّن أي شيء، أي شيء على الإطلاق: ولو قليلاً،أو كحد أدنى، أن يُخبرنا رئيس الجمهورية، متى من الممكن أن يتحسّن أي شيء في حياتنا، ولو قليلاً. مثلاً: هل ستبدأ حياتنا بالتحسّن بداية هذا العام، أو نهايته، أو أي موعد آخر يكون هو ضامن له؟!
عندما تمرّ ثلاث سنوات، على نهاية مرحلة التدمير والتخريب ،ولا يتغيّر شيء إلى الأفضل، بل كل جوانب الحياة تزداد يومياً، وليس شهرياً، سوءاً وضيقاً، وأن لا نحصل على وعد أو موعد بلحظة نشعر فيها أن الرئيس الأسد، حين اختار خوض الحرب ضد معارضيه، كان يعرف ماذا يفعل، ويعرف إلى أين يأخذ البلاد، ويعرف أنه قادر على عَمار ما تهدمه الحرب.حين لا نجد أن هذه العملية الحسابية البسيطة ،تُثبت أن حسابات حقل الأسد ،أنتجت بيدرا،ولو كان “زيوان”.أما أن يبقى في حقل الحرب ويبقينا معه ،فهذا ليس توجّهاً حكيماً ولا عاقلاً.
انتهت الحرب يا رئيس الجمهورية، وعليك أن تجعل حياتنا أفضل ،ممّا كانت عليه أيام المعارك. عليك تحسين جميع ظروف حياتنا، ولو قليلاً. أما أن تبقى ترى أن هذه الأمور، هي صغائر أمام خيار “الممانعة” و”المقاومة” و”الصمود”فهذا يعني أننا لسنا بحاجة لك، فنحن بحاجة لرئيس جمهورية يوفّر لنا متطلّبات حياتنا الأساسية على أقل تقدير.
إحالة جميع أزماتنا على العقوبات الأميركية، هو مجرّد كذب واستغباء للسوريين. وإذا كان غير ذلك ،فعلى رئيس الجمهورية، بدل كلامه عن الصمود ،أن يقرّر العمل الجاد والملموس لرفع العقوبات الأميركية: أي أن يحسّن سياساته الداخليّة.

ناشط وكاتب سياسي سوري

• (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)