مصطفى الصوّاف*
أعلن محمد اشتيه،عن إجراء إنتخابات بلديّة ومحليّة وقرويّة ،قبل نهاية العام الجاري٢٠٢١م، على أن تكون المرحلة الأولى فيها للمحليّات والقرى،ثم تكون للبلديات في كل من الضفة وغزة.
قرار أعلنه اشتيه،بطلب من محمود عباس، الآمر الناهي في السلطة الفلسطينية .
السؤال الأول،الذي يخطر على البال،هل عباس جاد في إجراء الإنتخابات البلدية والمحلية ؟وهل عباس يمضي في إجراء الإنتخابات كما هو مقرّر؟ .
مطلع العام، شهد مراسيم انتخابية، أصدرها عباس لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وبرلمانية،وسرعان ماتراجع،تحت حجة أن الاحتلال يرفض أن يجريها في القدس،وكأن عباس ينتظر أن يوافق الاحتلال على إجراء الانتخابات بالقدس من تلقاء نفسه، علما أن عباس يعلم أن الاحتلال يتعامل مع القدس عاصمة لكيانه،ولن يسمح بإجراء إنتخابات فيها للفلسطينيين، وأن أي انتخابات يراد لها أن تكون في القدس، لابد أن تكون من خلال مواجهة مع المحتل ورغما عنه.
رغم ذلك، وهذا قول الغالبية من المراقبين،أن السبب الحقيقي لتأجيل الإنتخابات إلى أجل غير معلوم ،هو أن الانتخابات، لو جرت وفق مراسيم محمود عباس،لن تكون في صالح فتح محمود عباس،بعد الانقسامات التي دبّت في حركة فتح،وحالة التشظّي التي أصابت جسم الحركة،ولذلك أجّل عباس الانتخابات إلى أجل مسمّى، قبل أن تدخل في مراحلها الأولى .
وفي السابق،كانت هناك دعوة للانتخابات البلدية،كتلك المعلن عنها اليوم، والجميع في الضفة وغزة توافق على إجرائها،وتم التوافق على القضاء، وعلى الإشراف،وبدء تقديم القوائم،وعندما مارس المشتركون في الانتخابات حقهم في الطعن بالقوائم وفق القانون، لم يعجب الأمر محمود عباس ،ورفض الخضوع للقانون،ورفض إعتبار القضاء في غزة أهلا للنظر في الطعون المقدّمة، وانسحب من الانتخابات في القطاع ،وتعطّلت بسبب عدم الاستجابة لما تم التوافق عليه، وتمّت في الضفة، وعندها فازت قوائم فتح المستقلة مع المستقلين،وتوليفة واسعة من أبناء الضفة.
فهل اليوم، وفي ظروف أكثر تعقيدا ،والحالة التي عليها السلطة ،هل بالفعل عباس جاد بإجراء الانتخابات، ولو كان عباس جادا، لماذا يريد الانتحابات على مرحلتين؟ …هل هي اختبار لنجاحه في الأول،فسيكمل الباقي،أما أن الفشل في المرحلة الأولى، سيكون عنوانا لعدم استكمال المرحلة الثانية؟!
نحن كفلسطينيين،نتعطّش لانتخابات شاملة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني وبلديات ،بحيث يترك الأمر للشعب،ليختار من يمثّله في كل المؤسسات السياسة والخدماتية، ولكن بالطريقة التي تعرض اليوم، هى انتخابات منقوصة، ولا تلبيّ رغبات الفلسطينيين، أما الحديث عن انتخابات بلدية، ثم بعد ذلك، يكون الحديث عن انتخابات سياسية في ظل العقلية التي تحكم عباس، فهو غير ممكن، ولن تكون،لأن الانتخابات المحليّة، وبهذه الطريقة التي تطرح بإجرائها على مرحلتين، أمر يعتريه الشك، وربّما يعتبرها عباس، أنها تمثّل تعبيرا عن شعبيته ،وهي تجديد لشرعيته، ويكتفي بها، ونحن نعلم التركيبة العائلية والعشائرية التي تحكم المحليات والقرى.
أذا أراد محمود عباس انتخابات حقيقية، عليه أن يعلن عن انتخابات شاملة سياسية ومحليّة، تبدأ المرحلة الأولى بالسياسية في آن واحد، ثم البلدية والمحليّة أيضا في آن واحد،وعندها يختار الشعب من يقوده في المرحلة القادمة.
*كاتب فلسطيني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموق