مقالات

لماذا يريدون تسليم البشير إلى محكمة الجنايات الدوليّة؟!

خالد الحاج( أبوحذيفة)*
1-الرئيس عمر حسن البشير،عمره77عام وصل الحكم بانقلاب عسكري عام ١٩٨٩م واستمر في الحكم مدة30عاما، وهو ينتمي للحركة الإسلامية،و انتهى حكمه بثورة شعبية في العام الماضي.
2-لا نجادل مطلقا ،في إن كان الرئيس البشير ومساعدوه، ارتكبوا أو لم يرتكبوا فسادا أو قتلا أو غيره ،أثناء فترة حكمهم للسودان، لأنهم مهما فعلوا، بإمكان المحاكم السودانية إدانتهم واصدار جزاء لهم.
3-لكن قرار تسليم البشير ورهطه للجنائية الدولية ،سقطة مؤلمة، و سوف تكون أول خطوة لتدخّل الغرب بالشؤون الداخلية للسودان،كما إن هذا القرار السياسي يطعن السودان في جهازهِ القضائي و ينفي عنه قدرته على إحقاق الحقوق. وهو يرمي بالسودان عميقا في حفرة التنازلات،والتي بدأها النظام العسكري واليسار السوداني بالتطبيع مع الكيان الصهيوني،والإقدام على بيع نفسه بالتدريج،وهو نظام متهافت على الخلاص من عثراته السياسية والاقتصادية.
4-من اللافت،أن حكام السودان العسكريين تحديدا،شركاء للبشير وذراعه الأيمن في كل ما قام به من خير أو شر،وهم اليوم فازوا بالنجاة ،بعد أن طبّعوا العلاقات مع الكيان العنصري المارق، المدان في مجلس حقوق الإنسان الدولي بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية ،أثناء العدوان على غزة عام 2014، ويتذرّعون اليوم باحترام القوانين الدولية.
5-محكمة الجنايات الدولية هذه، تكيل بمكاييل عدة،إذ لم يمثُل أي مجرم حرب أمريكي أمامها من الجنرالات والسياسيين الأمريكيين،الذين قتلوا أكثر من مليونَي عراقي، سواء أثناء حصار العراق الذي امتد أكثر من 12 عاما، أو أثناء الغزو والاحتلال عام 2003.وبقية جرائم الجيوش الاستعمارية القديمة والحديثة، والجرائم المعاصرة في أفغانستان، والعراق، وفلسطين بلا عقاب.
6- قناعتنا، أن قرار تسليم الرئيس البشير لمحكمة الجنايات الدولية، هو بسبب رفضه أساسا التطبيع مع الكيان الصهيوني،،وتمريره للسلاح بشكل مباشر أو غير مباشر للمقاومة الفلسطينية في غزّة،وعلاقة السودان الوثيقة مع الحركات الإسلامية والقومية التي تعتز بالعروبة والإسلام،وتقف حجر عثرة في وجه المتآمرين.

*ناشط فلسطيني

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق