بعد هروبه إلى الأردن، الجماهير الفلسطينية تهتف في رام الله: يلاّ ارحل يا عبّاس !
312 دقيقة واحدة
شهد دوّار المنارة في مدينة” رام الله”، وسط مدينة الضفة الغربيّة، مظاهرات شارك فيها مئات من المواطنين الفلسطينيين، عبّروا خلالها عن إدانتهم لعملية اغتيال المناضل الفلسطيني المعارض، نزار بنات، التي يحمّلون مسؤوليتها لرئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس والمستوى السياسي، مطالبين عبّاس، بإقالة رئيس حكومته، د. محمد اشتيّة، وجميع رؤساء الأجهزة الأمنيّة، ومحاسبة المتورّطين باغتيال بنات. هذا وقد جاءت هذه المظاهرة، بدعوة من قوى الحَرّاك الوطني الديمقراطي، التي تشكّلت في الضفة الغربية،بعد عملية اغتيال نزار بنات، في أجواء إرهاب فكري وسياسي وأمني، تمارسه السلطة الفلسطينية، وحزبها الحاكم( حركة فتح)، لإجهاض الحرَاك الوطني عموما،والمظاهرة التي تمّت خصوصا. ولم تحل الممارسات القمعيّة للأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة، دون ارتفاع سقف الهتافات في المظاهرة، إذ هتفت الجماهير: يا عبّاس يا خسيس… دم الشهداء مش رخيص… يلاّ ارحل يا عبّاس وعبّرت مصادر فتحاويّة مطّلعة ل” كواليس”،عن استغرابها واستيائها الشديدين، من سلوك محمود عبّاس، إزاء عمليّة اغتيال نزار بنات، وما تبعها من أحداث في الضفة الغربيّة، إذ التزم الصمت التام، ثم فرّ هاربا إلى العاصمة الأردنيّة( عمّان)،بحجّة اللقاء مع الملك عبدالله الثاني، ولكن كان لافتا أن مروحيّات اردنية، جاءت من عمّان إلى رام الله، وحملت عبّاس وأسرته إلى عمّان، التي وصلها منذ أربعة أيّام. وأكّدت المصادر الفتحاويّة، أن الرأي العام في حركة فتح، يعيش حالة غليان غير مسبوقة، فبعد إلغاء عبّاس للانتخابات العامة في فلسطين، ثم الموقف المخزي للحركة خلال معركة( سيف القدس)، جاءت عملية اغتيال بنات، لتكون ” القشّة التي قصمت ظهر البعير “، إذ إنه لم يكن مسوّغا اغتيال بنات، بأي ذريعة، وهو ما أدّى إلى تراجع شعبية فتح، بشكل مريع وغير مسبوق، ووحّد الرأي العام الفلسطيني ضدها، وعزلها شعبيا.وانتقدت المصادر المذكورة، لجوء قيادات فتح إلى أسلوب ” تجييش” الكادر الفتحاوي، وحشده ضد الجماهير الغاضبة، وأن ذلك سيؤدّي إلى مواجهة فتح وجها لوجه مع الجماهير، مشيرين إلى أن كوادر فتح مستاءة جدا، وأن التجاوب مع الدعوة للمسيرات الفتحاويّة ، ردًا على الجماهير الغاضبة، كان تجاوبا محدودا، وهو ما شكّل إحراجًا كبيرا للحركة، التي سيّرت مسيرة في مدينة الخليل، تزامنت مع تظاهرة رام الله العارضة،شارك فيها مئات من الكادر الفتحاوي، في الوقت الذي يصل فيه عدد سكان المحافظة نحو ثمانمائة ألف نسمة !