السلطات المصريّة تعود ل” عادتها القديمة” في عملية الانتقام من غزّة !
189 2 دقائق
لم يستمر ” شهر العسل ” بين السلطات المصريّة وحركة حماس، الذي أعقب معركة( سيف القدس) طويلا، فقد عادت ” حليمة لعادتها القديمة”، إذ اتّخذت السلطات المصريّة إجراءات عقابيّة ضد قطاع غزّة ، بدءا بإيقاف أي جهود في إعمار قطاع غزّة، الذي كانت مصر السبّاقة إلى الإعلان عنه، قبل انتهاء المعركة، من خلال رئيسها عبدالفتاح السيسي، والذي أعلن عن رصد نصف مليار دولار من قِبَل مصر، للمساهمة في عملية الإعمار ، ومرورا بإيقاف دخول قوافل الإغاثة والمساعدات إلى غزّة، وانتهاء بالإجراءات المُذلّة التي تُمارس ضد الفلسطينيين القادمين من وإلى غزّة. ويقول مراقبون سياسيون للشأن الفلسطيني، إن الموقف المصري، يأتي في سياق توجّة إقليمي ودولي، ل” تفريغ مضمون النصر”، الذي حقّقته المقاومة الفلسطينيّة، بقيادة حركة حماس، خلال المعركة الأخيرة، إضافة إلى رغبة مصريّة مُضافة، في الضغط على حركة حماس، للتجاوب مع السياسات المصريّة في ملفّات( الإعمار/ تبادل الأسرى/ المصالحة /………). وقد أثارت الإجراءات المُذِلّة على الحدود المصريّة- الفلسطينيّة، تجاه الفلسطينيين القادمين إلى غزّة، أو المغادرين منها، استياء واسعا، في أوساط الغزّيين، الذين عبّروا عن ذلك، في مقالات وتغريدات ومنشورات، على وسائل التواصل الاجتماعي. الكاتب الفلسطيني المستقل د. فايز أبوشمّالة، كتب قائلا: (قيادة غزة تدفع ثمن خطأين أثناء معركة سيف القدس…الخطأ الأول: وافقت على عدم قصف تل أبيب مقابل عدم قصف الأبراج! رغم أن قصف تل أبيب خسارة عسكرية إسرائيلية، وقصف الأبراج في غزة خسارة سياسية إسرائيلية! الخطأ الثاني: الوثوق بالوسيط المصري، وتصديق الوعود برفع الحصار، وفتح المعابر ). أما الكاتب المحسوب على حركة حماس، مصطفى الصوّاف، فقد كتب مقالة مطوّلة، جاء فيها: عادت السلطات المصرية تمارس سفالاتها على المعبر ،وعند نقاط التفتيش المنتشرة على طول سيناء،بدءا من قناة السويس ،وصولا إلى معبر رفح ،تمارس خلالها ساديّة منقطعة النظير ،وكأن ضباط وجنود الحواجز ،يتعاملون من الرجال والشباب والنساء والفتيات والمرضى وكبار السن، على أنهم إرهابيون، لا رحمة ولا مراعاه لكبر سن ،أو مرض ،أو خصوصية للنساء والاطفال،ناهيك عن الألفاظ النابية، وطريقة التفتيش والتخريب ،التي يقوم بها ضباط الحواجز، من مصادرات لا معنى لها، واتلاف لمحتويات وهدايا وألعاب، بشكل استفزازي مقيت . ما يجري ليس عملا عفويّا،ولا فرديّا، ولكنها سياسة وتعليمات لهم بالتعامل بالطريقة القذرة، التي تتم من قبل الضباط مع الفلسطينيين القادمين إلى غزة ،وبطريقة مقصودة من أعلى المستويات في أجهزة الأمن المصرية. نعم هي رحلة عذاب بكل معنى الكلمة، من مصر التي توصف بأنها الشقيقة والأخت الكبرى ،والتي لها نصيب من الحب في قلوب الفلسطينيين، ومع الأسف يقابل هذا الحب، بهذه القسوة والإرهاب في التعامل من ضبّاط ا،لحواجز. أنا على يقين أن هذا الذي يحدث لا يمر مرور الكلام على حماس في غزة، والقضية تثار في كل زيارة للوفد الأمني لقطاع غزة، أو خلال زيارات قيادات حماس للقاهرة، وهناك وعود كثيرة بالتحسين والتسهيل، ولكنها وعود كاذبة،ولا صدى لها على أرض الواقع،بل تزاد سوءا يوما بعد يوم ، والحجة الدائمة هي ، الأمن وجماعات الإرهاب، وغيرها من مبرّرات كاذبة ومبالغ فيها بشكل كبير. وأضاف الصوّاف: لن اتحدّث في هذا المقام ،عن ما يفرض من تحصيل أموال لشركات سياحية يمتلكها الجيش ، تحصّل ملايين الدولارات من المضطّرين للسفر عبر” أتاوات”، تحصّل من المحتاجين أو المضطرين للسفر أو العودة دون المرور عبر حواجز الاذلال والإهانة المنتشرة، سواء في الذهاب إلى القاهرة ،أو العودة منها. وطالب الصوّاف بممارسة الضغوط على مصر، قائلا: لماذا لا نستخدم قضية المصالح ،كوسيلة للضغط على الجانب المصري …نحن لا نريد إلاّ المرور الكريم الإنساني والتعامل المحترم للفلسطينين، فهم بشر ولا يليق التعامل معهم بهذه الطريقة البشعة، والممارسة من قبل ضباط وجنود الحواجز. هذه دعوة للنظر فيها،والعمل على تطبيقها، فقد تكون عمليّة ومفيدة،وتجبر السلطات المصرية على إعادة النظر في سياسة التعذيب والإذلال، وإهدار الكرامة.