اصطفاف إماراتي رسمي مع الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته
210 دقيقة واحدة
لم يحدث في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني، أن اصطف بلد عربي مع الكيان في أي حرب من حروبه، التي خاضها ضد دولة أو دول عربية، أو ضد الفلسطينيين. ولكن دولة الإمارات التي يحكمها ويقودها فعليا وعمليّا ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، اصطفت في سابقة استثنائية مع الكيان الصهيوني، في معركة (سيف القدس)، التي خاضتها المقاومة الفلسطينية الباسلة، بقيادة كتائب عز الدين القسام. لقد بدا الموقف الإماراتي منحازا ومصطفا، من خلال تغطية الإعلام الإماراتي، سواء الرسمي منه، أو المموّل من الإمارات، وتباينت التغطية بين تجاهل تام أو شبه تام للمعركة، التي كانت سمة الإعلام الرسمي، وتغطية خبيثة ومنحازة للكيان الصهيوني وتبنّي روايته، والتي بدت من خلال الفضائيات المدعومة والمموّلة إماراتياً (العربية، سكاي نيوز عربي، الحرة، الحرة عراق). وقد حرّكت الإمارات “مرتزقتها” التي حرصت أن يكونوا إمّا فلسطينيين أو أردنيين أو خليجيين، لذا أطلقت ما يسمّى بالداعية “وسيم يوسف” ليتولّى مهمّة الإساءة إلى المقاومة الفلسطينية، علما أن المذكور هو أردني من أصل فلسطيني، على الرغم من أنه أنكر أصوله الفلسطينية، وقال: إن أصوله مصريّة! كما أطلقت رجل الأعمال الأردني (من أصل فلسطيني) حسن اسميك، لنشر مقالات يهاجم فيها المقاومة وحماس، علماً أن المقالات تكتب له، ويتم نسبتها له! ودخل الأردني (الفلسطيني الأصل) يوسف علاونة على الخط، واستكمل هجومه على المقاومة الفلسطينية، والسخريّة منها والتندّر بها ! وحرّكت الإمارات “مرتزقها” الأردني، صالح القلّاب، الذي غرّد خارج سرب عموم الأردنيين،وقبيلته المعروفة بمواقفها المشرّفة( بني حسن)،محمّلا المقاومة الفلسطينية مسؤولية الحرب، والهجوم عليها! ولم يغب بعض المرتزقة الكويتيين والبحرينيين المموّلين إماراتيا عن المشهد، فدخل على الخط، الكاتب والباحث د. عايد المنّاع، ليحمّل المقاومة المسؤولية كذلك. كان ذلك على الصعيد الإعلامي… أما على الصعيد السياسي، فقد كان موقف السفير الإماراتي لدى الكيان الصهيوني، محمد آل خاجة، فضيحة مخزيّة، إذ قام بزيارة الزعيم الروحي لحركة شاس الدينيّة اليهوديّة( شلومو كوهين)، الذي قام بالتماس البركة للسفير الخاجة ببركة كهنوتية، وتحدّث معه عن “اتفاقات ابراهام، وهاجم خاجة خلال الزيارة، فضائية الجزيرة ،واتّهمها بـ”تأجيج الجنون” في المنطقة، كما هاجم جماعة الإخوان المسلمين. وبثت وسائل الإعلام مقاطع مصوّرة للسفير يقول فيها: “حينما وصلت إلى هنا، كنت مصدوما لرؤيةالناس.. أناس دافئون بقلوب طيبة.. لم أتوقّع أن أرى مسجدا في قلب تل أبيب”. وقد جاءت زيارة خاجة، في سياق سلسلة زيارات يقوم بها ، للعدد من الحاخامات اليهود المتشدّدين. ولم يقتصر نشاط خاجة على هذا الجانب، بل حضر إلى جانب رئيس الكيان الصهيوني المباراة النهائية لكأس الكيان لكرة القدم، في سابقة لم يفعلها أي سفير عربي أو مسلم !