بعد ضربتي إلغاء الانتخابات ومعركة “سيف القدس”… السلطة الفلسطينية وحركة فتح تتلقيّان الضربة الثالثة خلال أقلّ من شهرين بالتورّط في القتل البشع للمعارض “نزار خليل بنات”
328 دقيقة واحدة
تلقّت السلطة الفلسطينيّة، وحزبها الحاكم (حركة فتح) ضربة سياسيّة وشعبيّة جديدتين، هي الثالثة خلال أقلّ من شهرين، فقد كانت الضربة الأولى، عندما أعلن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، تأجيل الانتخابات التشريعيّة وما يتبعها، بحجة بدت كاذبة، ولم يصدّقها أحد، وهي عدم سماح سلطات الاحتلال الصهيوني، بإجراء الانتخابات في مدينة القدس… وجاءت الضربة الثانيّة، باندلاع معركة” سيف القدس”، التي خاضتها المقاومة الفلسطينيّة، بقيادة حركة حماس، وجناحها العسكري” كتائب عز الدين القسّام “، وكان هناك غياب تام للسلطة وفتح عن المعركة، وكأنهما لاعلاقة لهما بما يجري… وأمّا الضربة الثالثة، وقد لاتكون الأخيرة، فقد تمثّلث بقتل أجهزة السلطة الأمنيّة، المعارض العنيد نزار خليل بنات، وهو الذي أدّى إلى اشتعال عارم للغضب الفلسطيني الشعبي ضد السلطة الفلسطينيّة وحركة فتح.
حادثة قتل بنات، لم ولن تمرّ مرور الكرام، للأسباب التاليّة: *وضوح التواطؤ بين الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة، والأجهزة الأمنيّة الصهيونيّة، إذ وقعت عملية إلقاء القبض على بنات، فجر يوم الخميس ٢٠٢١/٦/٢٤، في منطقة(ج)، التي ما تزال السيادة الأمنيّة والعسكريّة فيها لقوات الاحتلال، ولايمكن لأي قوّات أمنيّة أو عسكريّة فلسطينية من دخولها، إلاّ بإذن سلطات الاحتلال. *الطريقة الوحشيّة والمهينة، التي تعاملت فيها أجهزة السلطة مع بنات، إذ اقتحمت منزل عمّه، الذي كان ينام فيه، عبر تفجير بوّابات المنزل، ودخلت إلى غرفة نومه، وجرّدته من ملابسه، وأخذت بضربه بوحشيّة، على رأسه، وجميع أنحاء جسده، وسحلته سحلا، ثم اقتادته إلى جهة مجهولة، واستمرت بضربه، حتى دخل في غيبوبة، فنقل إلى المستشفى فورا، ولكنه سرعان ما فارق الحياة. *هناك قرائن تشير إلى وجود توجيهات، بقتل بنات وتصفيته، إذ صدرت تهديدات بقتله من قِبل قيادات فتحاويّة، قبل هذه الحادثة. كما أن الطريقة التي تم ضربه فيها، بسلاسل حديدية وعصي خشبية، لا يمكن إلاّ أن تؤدي إلى مقتله. *كانت معارضة بنات ، معارضة سلميّة، اقتصرت على إطلاق تصريحات ناقدة للسلطة، وهي لا تخرج عن النقد الذي يوجّهه الرأي العام الفلسطيني للسلطة، مع ارتفاع السقف عند بنات.
*يندرج قتل أجهزة السلطة لمعارض فلسطيني، ضمن أسلوب عمل العصابات ، وليس ضمن عمل سلطات، يفترض أن تحكمها سياسات وضوابط وقوانين . في ضوء ذلك كلّه، فإن الرأي العام الفلسطيني، هبّ غاضبا، وشهدت جنازة بنات، تظاهرة كبيرة، ضد السلطة،أطلقت خلالها شعارات مطالبة برحيل عبّاس وكلابه، حسب الوصف الذي تم استخدامه. وكانت أبرز الشعارات التي تم ترديدها :
– سلطتنا سلطة جواسيس.. من الجندي للرئيس !
– يا عبّاس، مالَكْ منّا… خذْ كلابك وارحل عنّا !
– الشعب يريد إسقاط النظام( يُقصد بذلك السلطة) ! وقد لقي قتل بنات إدانة واسعة ، من جميع قوى الشعب الفلسطيني ومكوّناته، حتى إن شخصيات قياديّة فتحاوية أدانت ذلك،أمثال : جبريل الرجوب، عبّاس زكي، نبيل عمرو، ولكن لوحظ أن جميعهم، ينحدرون من قرى وبلدات خليلية، وهي : دورا، سعير، حلحول !