أوّاب إبراهيم المصري*
في تسريبات ،نشرتها وكالة “ويكيليكس”،قبل سنوات،تم الكشف عن مضمون اجتماع حصل بين السفير الأمريكي السابق في لبنان جيفري فيلتمان،ووزير العدل الأسبق شارل رزق،الذي كشف خلال هذا الاجتماع عن مضمون لقاء جمعه بالعماد عون في شهر آب من عام 2007، تحدّث خلاله عون عن المسلمين السنّة،بلغة عنصرية ،ووصفهم بـ”الحيوانات”، واعتبر أن “السنّة غرباء”،ولا جذور لهم،وعشّاق مال ومتطرّفين”، لافتاً إلى أن التحالف الشيعي الماروني، هو السبيل لمواجهة التهديد السني، وأن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران ستؤمّن الحماية للشيعة والمسيحيين. وعبّر عون في اللقاء عن نفوره من النظام السوري،لكنه شرح أنه لا خيار إلا التعامل مع العلويين لحماية لبنان من السنّة،وأن سوريا لايجب أن تقع بيد السنّة، لأنهم سيتحالفون مع سنّة لبنان،ويطردون المسيحيين من المنطقة.
أهمية استذكار المواقف الصادرة عن فخامة الرئيس ميشال عون -التي لم ينفها حينذاك- ،أنها تعكس بشكل واضح أفكاره ورؤيته، والأهم أنها تفسّر الكثير من تصرّفاته، منذ وصوله إلى قصر بعبدا ،خاصة في ملف تشكيل الحكومة ،وتعامله مع الرئيس المكلف سعد الحريري، فالعداء الصريح للمسلمين السنّة،وان كان يتجنّبع عون صراحة، إلا أن عدداً من قياديي التيار الوطني الحر -الذي أسسه فخامة الرئيس- يعبّرون عنه بشكل واضح أمام وسائل الإعلام.
استعلاء يدلّ على عقدة نقص وموقف سلبي واضح من الحريري،وما يمثّله في المنظومة السياسية، ويعكس بشكل واضح أن التسريبات التي كشفت عنها ويكيليكس،كانت صحيحة ودقيقة وشفّافة.
هنا من المفيد، الإشارة إلى أن الرئيس عون،الذي استقبل السفير السعودي في ذروة خلافه مع الرئيس سعد الحريري،كان قد تحدّث في تسريبات ويكيليكس نفسها ،بأن التحالف الشيعي المسيحي ،يهدف لمواجهة الخطر السني الداخلي المتمثّل بآل الحريري، وكذلك الخطر السني الخارجي المتمثّل بالمملكة العربية السعودية.
* كاتب لبناني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)