د. نارت قاخون*
أثارت صورة رئيس الوزراء الأردني “بشر الخصاونة” و”البّوابين الثلاثة أو الأربعة”،سخط كثير من “الأردنيّن”،وقبل أن يعترض أحدهم بأنّني “أعمّم”، وأنطق عن “الأردنيّين”، أعدّل عبارتي فأقول: أثارت سخط كثير من “أصدقائي” في هذا “الفضاء الأزرق”.
وهذا السّخط الّذي أشاركهم فيه، له عدّة “دلالات”، منها دلالات عامّة، وأخرى خاصّة، فمن الدّلالات العامّة أنّه لا يزال في الأردنيّين نفرٌ، أراهم جُلّ الأردنيّين تعميماً وتغليباً لا أحتاج معه إلى “أرقام إحصائيّة”! تمتلئ نفوسهم “نفوراً” من أفعال “البوّابين”* وأخلاقهم، ولا يرون أحداً من البشر يليق بالنّاس أن تُريق كرامتها وماء وجهها لأجله! وأنّ المسافة بين “الحفاوة والتّقدير” من جهة و”الخسّة ودناءة النّفس” من جهة أخرى مسافة كبيرة وواضحة؛ فـ”الأردنيّ” يُكرم ويُحترم حتّى يكون “أسيراً” لمن يستحقّ الإكرام والاحترام، ولكنّه نفور و”عزيز” لا يُهدر “كرمه واحترامه” حيث لا يليق بهما أشخاص ومواقف وأفعال.
أمّا الدلالة الخاصّةفهي أنّ حضور هؤلاء “الأردنيّين” في قائمة أصدقائي “الفيسبوكيّين” كبيرة كبيرة، أي إنّ نفور العزّة والكرامة يجمعنا، ولو أردتُ أن أُعمّم المزاج العامّ لما أراه من منشورات أصدقائي الفيسبوكيّين على المزاج الأردنيّ العامّ لقلتُ:”المسحّجون”، و”المطبّلون” و”حاملو المباخر”، و”ماسحو الزّفر وما هو “أشنع”، و”البوّابون”* ليسوا إلا “فئة قليلة”، حتّى لو أردنا أن “نعدّدهم” لفعلنا!
هذه قناعتي، وما أخشاه أن يغلب “تحالف هذه الفئة القليلة” مع “رهط السّلطة” جموع الأردنيّين؛ ففي “منافسات الخِسّة” يُهزم “العزيز الكريم”!
*”البوّابون”: لا أعني الأشخاص العاملين بهذه المهنة ظاهريّاً، رغم قناعتي بعمق المشكلة البنيويّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة في ظهور هذه المهنة الرثّة نفسها، ولكن أعني “البوّابين” بمدلول “المزاج النّفسيّ والخُلقيّ” لتلك الفئات و”الوظائف” الّتي أفرزتها “المتاجرة بالنّفايات”؛ نفايات “السّلطة السّياسيّة والاقتصاديّة”، وهؤلاء حاملو ألقابٍ وحقائب، ويلبسون “البذلات”!
*أستاذ جامعي أردني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)
زر الذهاب إلى الأعلى