بقلم: مصطفى الصوّاف
يوما بعد يوم ، يهبط مؤشّر الانتخابات الفلسطينية إلى أسفل، بعد ان كان في منتصف الطريق،والأسباب كثيرة، وتتراكم يوما بعد، وتحمل في طيّاتها بذور الفشل، أو التأجيل إلى أجل غير مسمّى.
ولعل عامل الإلغاء والتأجيل بعيد التحقّق،يرجع إلى محمود عباس ،والذي أخذ يراجع حسابته بعد أن اتّضحت الصورة لديه فيما يحكم من أبناء حركة فتح، وإصراره على إخضاع كل التيارات داخل الحركة لوجهة نظره ومشروعه السياسي،والذي أوصل القضية والمشروع الوطني برمّته إلى أسفل السافلين، ويريد أن يفرض ذلك على الجميع، سواء كان مروان البرغوثي أوناصر القدوة ، ورغم تهديدات عباس للرجلين المعلنة والمبطنة، إلا أنهما يصرّان على موقفيهما، إما الإصلاح ،أو النزول بقوائم مستقلة،وبعيدة عن قائمة عباس،وهذا يجعل المشهد الفتحاوي مشهدا حزينا ،متشرذما،وغير قابل للتوحّد، وهذا بعيدا عن قائمة محمد دحلان، والتي يصعب الحديث عن توحّد القائمتين لفتح بقيادة عباس،وفتح بقيادة دحلان ،خاصة أن الخلاف بينهما، بات خلافا شخصيا، لا خلافا على وطن.
من هنا كثرت النصائح من العرب،ومن غير العرب لمحمود عباس ،بعدم خوض الانتخابات التشريعية، وفتح غير موحّدة، لأن ذلك سيصبح لصالح حماس المتوحّدة، والمستعده لخوض الانتخابات، بعيدا عن حسابات الربح والخسارة، وإن كانت في قرارة نفسها، تسعى إلى الفوز، وهذا الفوز مرجّح من قبل كل الأوساط، إذا بقيت فتح مفكّكة، حسب تقديرات الدول الناصحة لمحمود عباس بتأجيل الانتخابات، بل بإلغائها الرأي الأكثر تطرّفا.
هذا الحال،جعل عباس ينتظر إصدار المراسيم المتّفق عليها ،كتشكيل محكمة الانتخابات التوافقية،وحتى المرسوم الذي صدر بشأن الحريات،لازال حبرا على ورق ،ولم يشعر المواطن في الضفة ،أن هناك أمرا تغيّر فيما يتعلّق بالحريّات، أو إطلاق سراح معتقلي الرأي السياسي والانتماء، وهذا الأمر مقلق ومحزن.
ولذلك،المعطيات على الأرض تقول:إن عبّاس بات أكثر ميلا إلى تأجيل الانتخابات، وحتى تأجيل لقاء القاهرة المتّفق عليه في الخامس من الشهر الجاري، ولكن الأرجح أن عباس سيمارس محاولته الاخيرة،قبل اتّخاذ قرار تأجيل الانتخابات، تمهيدا لإلغائها، للعمل على وحدة حركة فتح، وإذا لم يتمكّن من ذلك ،فالخسارة ستكون أمامه حاضرة، ونصائح الحريصين على عدم نجاح حماس أيضا حاضرة ، ولا مفرّ لدى محمود عباس ،أمام كل ذلك، سوى التأجيل حتى إشعار أخر .
* إعلامي فلسطيني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)
زر الذهاب إلى الأعلى