أنس رصرص*
تولّى شمس بدران (الذي توفي قبل بضعة أيّام عن عمر 91 سنة)،عضو تنظيم “الضباط الاحرار “بمصر، وزارة الحربية عام 1966، وهو في عمر 37 سنة،وبتأهيل علمي توقّف عند ملازم اول !!!
وقد اثبتت هزيمة 1967، جهله المطبق بقواعد الحرب،وإدارة العمليات،مما ضاعف حجم المأساة .
زار شمس بدران موسكو قبل حرب 67،لاستطلاع رأي السوفييت، بشأن اي عدوان إسرائيلي على مصر ، ولدى عودته،أخبر عبد الناصر والقيادة المصرية،أن السوفييت سيدخلون الحرب إلى جانب مصر، إذا تعرّضت لاعتداء، وهو ما فاقم حالة الاسترخاء والطمأنينة لدى الطبقة الحاكمة.
بيّنت التحقيقات بعد الهزيمة،كذب رواية شمس عن أن القادة السوفييت، لديهم نوايا خوض الحرب دفاعا عن مصر ، وقد نفى المسؤولون في موسكو هذا الخبر نفيا قاطعا ،وذكر محمد الفقي المرافق لشمس في زيارته تلك، أن القصة مختلقة ،وأن شمس لم يسأل القادة السوفييت عن ذلك ،وكان مشغولا طوال الزيارة بالتسوّق، لشراء أثاث منزله وسائر مستلزماته !
هذا يعني أن شعارات المعركة في مصر، كانت كذبة إعلامية كبرى ابتلعتها الشعوب، وكل ما أراده شمس هو ان يتماهى مع فصول المسرحية !!
كشف شمس في حوارت تلفزيونية، مخطّط عبد الحكيم عامر في الانقلاب على عبد الناصر،الذي رفض تحمّل مسؤولية الهزيمة، وحملّها لعامر والفريق المقرّب منه من الضباط ، وقد كان شمس مشاركا في مخطّط الانقلاب هذا ، ومصّرا على الحفاظ على منصبه ومكتسباته، على الرغم من الهزيمة النكراء، شأن أغلب زملائه من ( قادة الثورة )!!
فشل المخطّط، واعتقل شمس مع( 55) من أفراد القيادة،وحُكِم بالأشغال الشاقة المؤبّدة، وأطلق الإعلام الناصري عليه لقب(وجه النكسة الكئيب)،وأفرج عنه السادات عام 1974 ،مقابل عدم التدخّل في السياسة ،فأقام منذ ذلك الحين في بريطانيا .
وقد ادّعى شمس في مذكراته المليئة بالكذب والسخرية، أنّه كان مع عامر يريدان بالانقلاب،أن تعيش مصر حرية وديمقراطية بعد هزيمة 1967،ولكن لم يكن عبد الناصر يؤمن بذلك ، لذلك أودعه السجن!
غني عن التعريف،الدور الاجرامي، الذي نفّذه شمس بدران،بقتل وسحل وتعذيب وتشويه ما لا حصر له من الإخوان المسلمين، ومن عموم المعارضين،خلال تولّيه منصب مدير السجن الحربي، ووزير الحربية، لغاية دخوله السجن ،وفق مئات الكتب والروايات وآلاف شهادات ضحايا التعذيب وأقارب المختفين .
وهو نفسه صاحب العبارة المشهورة: (متچيبش سيرة الچدع ده، ولوْ چَهْ، حأحبسه في الزنزانة دِه )،لما كان المعذّبُون يستغيثون بالله.
لعنه الله.
*كاتب فلسطيني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)
زر الذهاب إلى الأعلى 
