ساري عِرابي*
كنّا ممّا ابتلينا به الجامية السلفية،التي ظلّت تتشظّى، حتى صار أهل السنة عند كلّ مجموعة منهم، هو تلك المجموعة وحدها، بل حصر بعضهم أهل السنة في شيخ واحد وأفراد معدودين!
مع تراجع هيمنة التيار السلفي،وبدلا من استرجاع حكيم لموروث أهل السنة العظيم المتعالي على الحصر والتملّك والاحتكار والتطييف، ينشغل بعض أدعياء سدانة مذاهب أهل السنة، في معارك هامشية مفتوحة، لا مع التيمية والوهابية فحسب، بل مع جماعات سياسية كبرى،هي اليوم ملاحقة من كلّ سفلة الأرض، ويحاكمونها،وكأنها جماعات علميّة، مع أنها جماعات سياسية، تجمع أطيافًا واسعة من الفضاء السنّي.
لا يخفى على متابع، أن بعضًا من هؤلاء المشغولين بالملاحقين والمستضعفين،يتموّلون من الإمارات، تمامًا كما موّلت بعض الحداثيين،الذين يناقض خطابهم جوهريًّا خطاب التيار التقليدي المتموّل بعضه من الدولة نفسها!
استعادة مكانة تراث الأمّة،لا يكون بافتعال معارك من هذا النوع، ولا شكّ أننا نميّز بين التحرير العلمي وبيان الخطأ في المناهج العلمية، التي غلبت على بعض الجماعات، وبين إسقاط تلك الجماعات جملة وتفصيلاً، وتركيز الحروب ضدها، كما أن استعادة المناهج الموروثة،يتناقض بالضرورة مع التخندق الواعي أو غير الواعي مع دول تنتهج خطًّا تخريبيًّا في الأمّة، فالوعي الجمعي للأمّة، سيدفع جماهيرها للنفور من كل من يصطف مع مثل تلك الدولة!
*كاتب وباحث فلسطيني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)