على دلعونا على دلعونا… مع السلامة يا أشقر اللونا !
514 دقيقة واحدة
لعلّ من أكثر التعليقات الطريفة، التي صدرت تعليقا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، تلك التي كتبها ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي، متهّكمين فيها وساخرين من الرئيس المهزوم دونالد ترامب، إذ نظموا بيت شعر غنائي مستمد من الفلكلور ” الشامي”،جاء فيه : على دَلْعونا على دَلْعونا … مع السلامة يا أشقر اللونا وقد لاحظ مراقبون، أن حالة غير مسبوقة من الفرح والسرور ، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي العربية، التي عبّر فيها المغرّدون والمدوّنون عن ابتهاجهم الشديد، بهزيمة ترمب وسقوطه، ما يعكس بوصلة الرأي العام العربي عموما، الذي ضاق ذرعا خلال الأعوام الأربعة الماضية، بسياسات ترمب، التي كانت الأكثر سوءا وخطورة، تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه الشعوب المستضعفة، وتجاه المسلمين والإسلام. وكان مرشّح الحزب الديمقراطي(جو بايدن)، قد حسم المعركة الانتخابية، مساء يوم أمس(السبت) ٢٠٢٠/١١/٧، بوصول عدد أصوات ممثّليه في ( المجمّع الانتخابي)، إلى ٢٧٠ صوتا، ما يعني حصوله على الأغلبية المطلقة، التي تؤهّله ليكون الرئيس التاسع والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الرغم من “حالة الإنكار”، التي يتعامل فيها ترمب مع النتائج، ورفضه الاعتراف بمخرجاتها، واعتبارها ” مزوّرة”، وتهديداته المتكرّرة بعدم تسليم السلطة، فإن مصيره سيكون الطرد من ” البيت الأبيض”، إذ سيكون آخر يوم قانوني لبقائه فيه، هو يوم ٢٠ كانون الثاني( يناير ) ٢٠٢١م، وفي حال عدم خروجه، فإن (وكالة الخدمة السريّة)، المعنية بحماية الرئيس الأميركي ونائبه، والشخصيات المهمّة، ستقوم بطرده وإخراجه عنوة ! وتعدّ هذه الانتخابات الرئاسية التي جرت، هي من الأكثر سخونة وجدلا واحتداما، في التاريخ الأميركي، وسجّلت أرقاما قياسية، سواء لجهة نسبة المشاركين فيها، أو لنسب الأصوات التي حصل عليها الفائز ( بايدن )، والخاسر ( ترمب). لا شك أن فوز بايدن، وهزيمة ترمب، سيكون لهما تداعيات كبيرة، فهناك أطراف مستفيدة، وهناك أطراف متضرّرة، ولعلّ أبرز المتضرّرين، الأنظمة السياسية في مصر، والسعودية، والإمارات، وهو ما سنتناوله في تقارير تحليلية لاحقة .