بعد نجاح لقائهما في إستانبول… لقاء فتح وحماس يفشل في القاهرة !
759 دقيقة واحدة
بعد أن حقّق اللقاء المفاجئ، الذي عقد بين وفدين رفيعي المستوى، من حركتي فتح وحماس، في مدينة إستانبول، خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، نجاحا كبيرا، واختراقا مهمّا في العلاقة بينهما، فقد مُني لقاء القاهرة ، الذي بدأ يوم أمس، بين وفدين من الحركتين، وانتهى اليوم (الثلاثاء)، بفشل ذريع، لترجمة ما يمكن تسميته بـ “تفاهمات إستانبول”، في تطوّر مخيّب لآمال الرأي العام الفلسطيني، الذي كان ينتظر أن تردم الحركتان، الهوّة الواسعة بينهما، التي نشأت بعد اتفاقات أوسلو قبل أكثر من نصف قرن، وتعمّقت بعد عملية “الحسم” في حزيران (يونيو) ٢٠٠٧م، وفشلت بعدها جميع اللقاءات، التي عُقدت في القاهرة، ومكّة، وصنعاء، ودمشق، وبيروت، وداكار، وغزّة، سواء التي تمّ خلالها الوصول إلى اتّفاقات أو تفاهمات، أو لم يتم فيها ذلك. وكشف مصدر فلسطيني مطّلع، أن السبب الظاهري، لفشل حوار القاهرة الجديد، هو إصرار حركة فتح على التوالي في تنفيذ النقطة المتعلّقة بالانتخابات التشريعية، والرئاسية، والمجلس الوطني، في حين تصرّ حركة حماس، على ما تسمّيه “الترابط والتزامن”، إذ تطالب بإصدار رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عبّاس، ثلاثة مراسيم، تحدّد مواعيد إجراء الانتخابات، بشكل متزامن. وأضاف المصدر، أن السبب الحقيقي، لفشل الحوار، هو أن عدة أطراف، أبلغت السلطة الفلسطينية، اعتراضها على تفاهمات إستانبول (الولايات المتحدة الأميركية/ الكيان الصهيوني/ مصر/ الأردن/ السعودية/ الإمارات)، وأبلغتها بأنه إذا كان مفهوما إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، لتجديد شرعية السلطة ورئيسها، فإن إدخال حركة حماس إلى منظّمة التحرير الفلسطينية، لا يمكن فهمه إلاّ في سياق إعطاء حركة حماس شرعية التمثيل الفلسطيني، وهو خط أحمر، لأنه في الوقت الذي يتم فيه العمل على محاصرة وعزل الحركات الإسلامية، وخصوصا الإخوانية، تقوم السلطة الفلسطينية، بعملية معاكسة، وهي إعادة حركة حماس، إلى الشرعية، من أوسع أبوابها، ومنحها حصانة سياسية! هذا وقد تزامن مع فشل حوار القاهرة، إعلان رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، د.محمد اشتية، عن وصول ورقة من “إسرائيل”، تتعهّد فيها بالالتزام بالاتفاقات مع السلطة، وعليه سيتم استئناف الاتّصالات معها ! كما سيتم استئناف التنسيق الأمني، وهو ما أكّده عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، في تغريدة له. وأشار المصدر، إلى أنه لا يمكن أن يكون ذلك، قد تمّ بشكل مفاجئ، وأنه منذ الإعلان عن فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية، جرت اتصالات سريّة بين الإدارة الأميركية الجديدة، والسلطة الفلسطينية، وحكومة الكيان الصهيوني، وذلك في خطوة أمريكية استباقيّة، لإفشال التقارب بين فتح وحماس، وإعادة السلطة إلى المسار السياسي التفاوضي. وقال المصدر: إن وفد حركة فتح، ذهب إلى القاهرة، لإفشال الحوار، وتمسّك بشروطه، مدركا أن حماس لن توافق على ذلك، ما يعني فشل تفاهمات إستانبول، وطيّها ونعيها ! الجدير بالذكر، أن وفد حركة فتح، ضمّ: جبريل الرجوب (رئيسا)، روحي فتّوح، أحمد حلّس. أمّا وفد حركة حماس، فقد ضمّ: صالح العاروري (رئيسا)، موسى أبومرزوق (عضوا)، خليل الحيّة (عضوا)، حسام بدران (عضوا).